الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / في دولة العسكر.. الأطباء النفسّيون ينتحرون.. فماذا عن بقية الشعب؟!

في دولة العسكر.. الأطباء النفسّيون ينتحرون.. فماذا عن بقية الشعب؟!

سيطرت حالة من الحزن، على منصات التواصل الاجتماعي، على واقعة انتحار “طبيب أمراض نفسية”-الدكتور إبراهيم أحمد نصرة، الطبيب المقيم بمستشفى دمنهور التعليمي بعد حالة اكتئاب شديدة سيطرت عليه ودفعته للانتحار.

كانت مدينة دمنهور بالبحيرة قد شهدت مساء أمس الأربعاء حادثًا مؤسفًا، جراء إلقاء طبيب نفسية وعصبية، نفسه من منور برج القصر بمنطقه الوكالة.

وبالفحص تبين انتحار الدكتور إبراهيم نصرة 30 عاما، طبيب أمراض نفسية وعصبية، بمنطقة الوكالة بدائرة القسم، حيث عانى من مرض نفسي وكان يعالج منه.

تم تحرير المحضر اللازم، ونقل الجثة لمشرحة المعهد القومي الطبي بدمنهور.

الطبيب شريف قمر

وقبل نحو عام وفى مثل هذه الأيام، كانت مصر على موعد جديد من واقعة مماثلة بعدما أقدم الطبيب شريف قمر الذي كان يعاني من الاكتئاب الحاد على الانتحار ، وقد ظهر في فيديو قبل أيام من انتحاره والاختناق يغلب كافة ملامح وجهه، دون توضيح سبب اكتئابه، كان يتحدث فيه عن أن الانتحار في كثير من الأحيان يكون الحل في النهاية، وبالفعل قام “شريف قمر” بعرض سؤال عبر صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك” يسأل فيها أصدقاء عن أفضل وسيلة للانتحار، وبالفعل انتحر شريف برصاصة من مسدس والده.

مبادرات لا تجدي

وبعدها دشن أصدقاء الطبيب “قمر” مبادرة “شريف قمر للحياة”،مؤكدين أن فكرة تأسيس المبادرة جاءت بهدف إنقاذ مصابي الاكتئاب المتعايشين مع الميول الانتحارية، مشيرا إلى أن الاكتئاب خطر لا يقل عن مرض السرطان ولا بد من تقديم الدعم الفوري، سواء على المستوى الطبي و النفسي حتى العائلي لكل من يلاحظ عليه أي أعراض اكتئاب، ولا بد من زيادة الوعي بخطورة المرض.

السوشيال ينعى “نصرة”

بدوره، تسببت الحادثة في نعي شامل على منصات التواصل الاجتماعي لوفاة الطبيب إبراهيم نصرة، حيث كتب حساب باسم “ستيتة”: جرب كل أدوية الإكتئاب وفشلت وهو اللي كاتب كده..ومكنش بيتصنع انه كويس..هو عارف لأنه تخصصه واللي حواليه عارفين وكفاية.. الله يرحمه..كان عنده سرطان اكتئاب وخسر المعركة.. إن شاء الله يكون النهاردة في مكان أفضل ويكون وجعه انتهى. من امبارح مش بافكر غير في أمه.. ممكن ننقل المزايدات عليها.

فتش عن الضغوط

أحمد عيد نعى الطبيب فكتب مواسيا: رحم الله دكتور إبراهيم أحمد نصرة وأدخله الجنة يا رب وصبر أهله في فقيدهم ومحنتهم .. درس متكرر قاس في التعامل مع الأمراض النفسية والاكتئاب ومعاملتها عالأقل مثل معاملة الامراض الجسدية. فكرة مرعبة ان الدكتور إبراهيم انتحر”.

 

أحمد خالد: أولا الله يرحمه، ثانيا: طبيعى لما يلاقى ضغوط عليه من كل حتة بيبقى زي ه زى المواطن المريض اللى عاوز يتعالج من الإكتئاب..مصر دخلت فى دوامة لن تخرج منها.

محمود :قصة الدكتور النفسي أبراهيم نصرة اللي انتحر ده محسساني أن الدنيا سودا قوي وحقيقي حزنت عليه جدا وهو بيوصف ألمه وبيحاول يساعد نفسه ومش عارف ..العجز وحش قوي ،،مرارة ما بعدها مرارة.

مروة ريا غردت على “تويتر” فكتبت: أنا حزينة علي الدكتور ابراهيم نصره اكتر من حزني علي اي حاجه ف الدنيا .ربنا يرحمه ويشفي كل اللي ف المرض ده.

كبير سناجل تويتر:اخر ضحايا الطب .. دكتور ابراهيم أحمد نصرة نائب الامراض النفسيه والعصبيه بمستشفي دمنهور التعليمي، بعد صراع طويل مع الاكتئاب .وبلاش التعليقات السخيفة.

ارتفاع معدلات الانتحار في عهد العسكر

ولم تكن واقعة انتحار الطبيب النفسي المفترض انه يعالج المواطنين العاديين سوى ناقوس خطر، فمنذ الانقلاب العسكري تشهد مصر ارتفاع معدلات الانتحار بين الفئات العمرية المختلفة وخصوصا الشباب بسبب الأزمات المادية الطاحنة والحالة النفسية التي يمرون بها جراء عدم توافر الأعمال وارتفاع نسب البطالة وانخفاض نسب الزواج وارتفاع نسبة العنوسة بين الجنسين، فضلا عن دخول مصر في موجة غير منتهية من القمع السياسي والإفقار الاقتصادي والضغوطات المعيشية، وتزايدت الظواهر السلبية في المجتمع المصري، وتصاعدت حالات الانتحار التي لم نكن نسمع عنها سوى في حكم العسكر.

4 آلاف منتحر

وقالت دراسة بحثية للدكتور حنان سالم أستاذة علم الاجتماع، رصدت خلالها عشرات حالات الانتحار التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية: إن هذه الجرائم ليست حصيلة سنوات، وإنما 6 أشهر فقط؛ من بداية 2018 حتى نهاية يونيو، ربما الأمر صادم بعض الشيء لكن هذا حقًا ما آل إليه الحال في مصر، فبعد زيادة مجحفة للأسعار والفواتير لمختلف السلع والخدمات، بات المواطن المصري عاجزًا عن تحمل تكاليف الحياة لأسرته وحتى لنفسه منفردًا.

 

الاكتئاب العدو الأول

وأوضح المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن معدلات الانتحار تفاقمت خلال السنوات الأربع الأخيرة (بعهد الانقلاب)، وأصبح الانتحار ظاهرة يومية تتحدث عنها وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، منوها لأن عدد المنتحرين يزيد على أربعة آلاف منتحر كل عام، وأن “الاكتئاب” يأتي على قائمة الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار في مصر، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والاجتماعية والمعيشية والأسرية، وارتفاع حالات الطلاق وتأخر سن الزواج، وتدنّي الرواتب وتراجُع فرص العمل، والارتفاع اليومي في أسعار السلع والخدمات.

في حين تتحدث داخلية الانقلاب عن أن معدلات الانتحار الموثقة رسميا لم تتجاوز 310 حالات سنويا، وأن مصر تحتل المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار بسبب الاكتئاب أحد أهم الأسباب الدافعة للموت.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصرى يقدمون على الموت، ورصدت المنظمات الحقوقية وقوع 4250 حالة انتحار سنويا في عهد الانقلاب العسكري، فضلا عن توثيق وزارة الصحة وجود 21.7% من طلبة الثانوية العامة يفكرون في الانتحار، في حين ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن معدلات الانتحار تفاقمت في مصر إلى 4200 حالة سنويا.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *