الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / هل أغلق “ترامب وابن سلمان” ملف خاشقجي بـ”الشرق الأوسط الجديد”؟

هل أغلق “ترامب وابن سلمان” ملف خاشقجي بـ”الشرق الأوسط الجديد”؟

هل أغلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الملف الملتهب بقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعد الاتفاق مع المسئول الأول عن الجريمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على تدمير الشرق الأوسط؟

هكذا قال محمد بن سلمان حينما أعلن أنه لن يهدأ له بال، ولا يريد أن يفارق الحياة قبل أن يرى الشرق الأوسط الجديد مثل أوروبا.

قال هذه العبارة قبل خمس سنوات قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي: “وبكره تشوفوا مصر”، ومنذ ذلك الحين ولم تقم لمصر قائمة، بعد الحرب التي شنها السيسي ضد الفقراء بقرار تعويم الجنيه، ورفع الدعم عن الغلابة، وإغراق مصر بالديون الخارجية والداخلية، واستمرار نهب ثروات المصريين ونشر المرض. وسرقة أعضاء الأموات.

وتوقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلًا باهرًا لمنطقة الشرق الأوسط، وقال إن المنطقة ستكون أوروبا الجديدة خلال الخمس سنوات المقبلة.

وقال، في جلسة مشتركة مع ولي عهد البحرين ورئيس وزراء لبنان المكلف، ضمن مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار 2018″، المنعقد حاليا في العاصمة الرياض: إن “الدول العربية شهدت تطورا كبيرا على مستوى اقتصادها في السنوات الماضية، والشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة خلال 5 سنوات قادمة”، مضيفا “هذه حربي التي أقودها ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأنا أرى الشرق الأوسط مثل أوروبا”.

وأشار ابن سلمان إلى ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي، من بينها الزعم بتطور الوضع الاقتصادي في مصر، والإمارات والكويت والسعودية، دون أن يشير إلى الخراب الذي حل على يديه في اليمن، وتدمير أراضيها، ومرض أهلها وتجويعهم، من خلال الحرب التي يشنها على اليمنيين بزعم مواجهة الحوثيين، فضلا عن الاشتراك في تدمير الأراضي السورية، وقتل وتهجير أهلها.

وتعليقًا على تصريحات ابن سلمان، قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: “السيسي: وبكره تشوفوا مصر.. بن سلمان: وبكره تشوفوا الشرق الأوسط. أي نهضة فوق مستنقع الدم؟”.

وقال قنديل، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع “فيس بوك”: “الشرق الأوسط الخاشقجي يتشكل الآن”.

ماذا دفع ابن سلمان لغلق الملف؟

ويبدو أن الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على محمد بن سلمان بدأت تؤتي ثمارها؛ فالرئيس الأمريكي الذي لم يقتنع على المستوى الشخصي بتورط محمد بن سلمان في جريمة قتل خاشقجي، وظل يدافع عنه للحظات الأخيرة، كان صريحا وواضحا في مبررات هذا الدفاع، من أجل استكمال مخططه في جلب مئات المليارات من الدولارات للخزانة الأمريكية من السعودية، فضلا عن دفع ابن سلمان بقوة إلى تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد، بالتعاون مع سلطات الانقلاب في مصر والإمارات.

وتوالت الضغوط على العاهل السعودي للكشف عن جميع ملابسات مقتل جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، من أجل حماية رأس نجله ولي العهد، ودفع فديتها بأي ثمن، وهو ما نجح فيه الرئيس الأمريكي، الذي كان قبل مقتل خاشقجي يطالب السعوديين بدفع ثمن الحماية الأمريكية للنظام، وبعد الحادث بدأ في المطالبة بدفع ثمن حماية رأس ولي العهد شخصيٍّا محمد بن سلمان، بعدما امتلكت تركيا أوراق اللعبة وكشفت تورط ابن سلمان في قتل خاشقجي.

ابتزاز أوروبي للسعودية

ودخلت أوروبا على خط الابتزاز بعدما تلقفت الكرة من ترامب، إذ ذكر مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أنها أبلغت الملك سلمان في اتصال هاتفي، أجرته أمس الأربعاء، أن رواية المملكة لملابسات مقتل خاشقجي تفتقر إلى المصداقية، حسب ما نقلته «رويترز».

وقال متحدث باسم مكتب ماي: «رئيسة الوزراء قالت إن التفسير الحالي يفتقر إلى المصداقية؛ ولهذا ما تزال هناك حاجة ماسة لتحديد ما حدث بالضبط». وأضاف المتحدث: «حثت (ماي) السعودية (الملك سلمان) بقوة على التعاون مع التحقيق التركي، مع التزام الشفافية بشأن النتائج. من المهم الوصول إلى الحقائق كاملة».

في حين أعلن قصر الإليزيه، أن فرنسا مستعدة لدعم «عقوبات دولية» بحق المسئولين عن مقتل جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، وذلك بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل السعودي الملك سلمان. وقال الإليزيه في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إن ماكرون «أبلغ الملك سلمان استنكاره الكبير للجريمة، وطالب بكشف كل الملابسات التي أدت إلى هذه المأساة».

وطالبت مفوضة الشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجريني، بالكشف عن المتورطين في مقتل الصحفي جمال خاشقجي؛ وهذا لا يعني السعي للانتقام أو البحث عن كبش فداء».

وأكدت موجريني، أن الدول الأوروبية اتخذت موقفا مشتركا من العلاقات مع السعودية، عبر المطالبة بتحقيق شامل وشفاف في قضية مقتل خاشقجي، وتابعت أن العمل مستمر مع شركاء بروكسل الدوليين في هذا الخصوص.

كما أعلن وزير الخارجية التشيكي، توماس بتريشيك، في براغ، أن بلاده ستستدعي دبلوماسيا من سفارتها في الرياض؛ ردا على مقتل جمال خاشقجي. وصرح بتريشيك في مؤتمر صحفي: «ستردُّ جمهورية تشيكيا من خلال استدعاء أحد دبلوماسييها من سفارتنا في الرياض».

مبيعات السلاح الأمريكي

وقال عضو مجلس النواب الأمريكي جيمس مكجفرن: إن مجموعة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين طرحوا مشروع قانون في المجلس، الأربعاء، من شأنه أن يوقف معظم مبيعات الأسلحة للسعودية، ردا على مقتل جمال خاشقجي. ويتيح المشروع للرئيس دونالد ترامب أن يطلب استثناءات من حظر بيع الأسلحة، إذا قدَّم هو أيضا تقريرا عن تحقيق بشأن أي شخص ضالع في مقتل جمال خاشقجي الحاصل على إقامة دائمة بالولايات المتحدة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تسرع إدارة ترامب الخطى لاستكمال الصفقات الفعلية ضمن حزمة أسلحة للسعودية، قيمتها 110 مليارات دولار.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *