الرئيسية / المقالات / متى ستغضب؟؟ كتبه عزالدين الكومي

متى ستغضب؟؟ كتبه عزالدين الكومي

فمتى ستغضب وأنت تسمع هراء قائد الانقلاب بأن حرب 6اكتوبر، كانت حرب انتحار، حرب أكتوبر كانت سباق بين “مرسيدس” و”سيات” فلازم تقولي “برافو، وصفق الجنرلات بحرارة، وهذا ليس بجديد فقد تغيرت العقيدة القتالية لجيش المكرونة، فلم تعد دولة الكيان الصهيوني هي العدو، ولكن حماس هي العدو والإرهاب، فكيف لاتغضبوا أيها الجنرالات بالله عليكم؟وأين غضب كتاب الحقبة السادتية والناصرية والقومجية والعربجية ومن لف لفهم؟ وأين الكاتب الألمعى عبد الحليم قنديل الذى منح نفسه دور البطولة في مهاجمة نظام مبارك لتزويره إرادة الشعب، ودفء علاقاته مع الصهاينة، من خلال كتابه “ضد الرئيس” فقد كان من أول المعترضين على تصدير الغاز للصهاينة، وحزين على سيناء، التي أصبحت منزوعة السلاح، حسب اتفاقية العار على حد زعمه، وظل يردد عبارة ضرورة رد الاعتبار لمصر، وأنا لا أدرى هل بلغه أن مصر مختطفة من عسكركامب ديفيد، وأنها سلمت برمتها تسليم أهالى للصهاينة، وسيناء لم تعد منزوعة السلاح بل منزوعة البشر تمهيداً لصفقة القرن!

لم نر غضباً لا من الجنرلات ولا من قنديل، ونشعر بأن الجميع قبل يلعق البيادة، طالما أنها خلصتهم من حكم الإخوان، ولم يغضبوا لمايقوم به نظام الانقلاب من ارتماء في أحضان الصهاينة، وإن كان هذا حسب الدستور يستوجب عقوبة الخيانة العظمى، بل اعتبر علماء الأمة أن التعاون مع الاحتلال البريطاني كفر وردة، مهما ساق أحدهم المبررات يقول العلامة أحمد شاكر:”أما التعاون مع الإنجليز – في عدوانهم على مصر -، بأي نوع من أنواع التعاون قل أو كثر، فهو الردّة الجامحة والكفر الصراح، لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأول ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء ولا سياسة خرقاء، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء كلهم في الكفر والردة سواء” !

لأن الذى يغضب هو الإنسان السوى، صاحب الشعور الحى، وليس متبلد الفكر، الذى لا تحركه إلا مصالحه الشخصية، فيغضب الغضب المحمود، ويكون غضبه إيجابياً، وليس غضبا مذموماً يعمي صاحبه عن الحق، ويفقده البصيرة والفكر، فتأخذه الغرة بالإثم، ويعرض عن النصح إذا نصح، وربما زاد هيجاناً، وإذا روجع في قول ازداد سخطاً ونزقاً.

لأن الغضب المذموم، غالباً مايكون وَفْق هوى الإنسان، وبتزيين من شيطانه، ويكون باعِثُه الكبر والغرور والتعالى، وهو من أفعال أهل الجاهلية، والأخلاق المذمومة؛ كما تعالى في وصف حمية وغضب أهل الجاهلية والأمم المذمومة: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [الفتح: 26].

فهذا الغضب يكون في سبيل الباطل والشيطان كالحمية الجاهلية، ومن هذا القبيل غضب البعض بسبب تطبيق الأحكام الشرعية، والإستهزاء بها والتقليل من شأنها والاستخفاف بها، كالذى يقول عن تطبيق حدود الله :” وإذا المبتورة سألت بأى ذنب قطعت “، أوكالذى يعترض على آيات الميراث لأنها لاتسوى بين الرجال والنساء كما يملى عليه هواه، والذى يسخر من الحجاب والنقاب وينعته بنعوت قبيحة، أوالذى يطالب بإغلاق دور تحفيظ القرأن بزعم أنها تفرخ الإرهاب، أو يعترض على دعاة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لأنهم ضد الحرية الشخصية، ومن يدافعون عن تحرير المرأة، كما يفعل الكثير من كتاب الصحف الصفراء والأقلام المسمومة، و والفضائيات المأجورة!

ولذلك عندما جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال له أوصنى يارسول الله فقال له:(لا تغضبْ)، فردَّد مرارًا، أوصنى فقال: (لا تغضب).

وبذلك يكون العبد كاملَ القوة العقلية والقوة القلبية، فيكون شجاعًا شديدًا على نحوٍ محمود؛ وليس كما يراه أصحاب العقول الطائشة، فقد جاء في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (ليس الشديد بالصُّرَعة – يعني: الذي يصرع الرجالَ – إنَّما الشديد الذي يملكُ نفسَه عند الغضب).

كما أثنى الله تعالى على عباده الذين يتحكمون في غرائزهم الحيوانية فقال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) [آل عمران :134]. قال أهل العلم في تفسير هذه الآية: دلت هذه الآية على أن كظم الغيط والعفو عن الناس، من صفات أهل الجنة، وكفى بذلك حثاً على ذلك، ودلت أيضاً : على أن ذلك من الإحسان الذي يحب الله المتصفين به”.

وبعد أن طالت الاعتقالات الجميع، حتى الذين أيدوا الانقلاب وناصروه وشايعوه، من العلمانيين واللليبراليين والكارهين للإسلام والمسلمين، فلماذا لا تغضب؟؟!

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *