الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / ماهر صلاح: القدس والأقصى عنوان وحدة الأمة والحصار إلى زوال

ماهر صلاح: القدس والأقصى عنوان وحدة الأمة والحصار إلى زوال

أكد ماهر صلاح، قائد حركة “حماس” في الخارج، وجود مبشرات للوصول إلى حلول للانتهاء من حالة الحصار الخانق على قطاع غزة، مع استمرار الجهود العربية والدولية، مشددًا على أن “قضية القدس والأقصى هي العنوان الوحيد الذي يمكن أن تجتمع عليه الأمة في مواجهة العدو الحقيقي لها”.

وعدّ صلاح في مقابلة شاملة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، نجاح الجهود القطرية بإدخال الوقود لمحطة الكهرباء بغزة بالتعاون مع المنظمات الدولية أحد المبشرات، مشددًا على ضرورة استمرار الضغط على الاحتلال لكي تستمر هذه الجهود.

وأكد استمرار الجهود المصرية حاليًّا للوصول إلى اتفاق تهدئة في غزة؛ من باب المصالحة أولاً، وهو الأمر الذي لا يزال متعثّراً، بسبب المواقف المتشدّدة من حركة فتح.

ورغم أن القيادي الفلسطيني أشار إلى أن المشهد اليوم في خطر شديد، خاصة مع حالة الضعف التي تعتري أمتنا العربية والإسلامية؛ إلّا أنه أكد أن نافذة الأمل مفتوحة، مبديا ثقته أن الحصار سيكسر، وأن الاحتلال سيندحر، وتتحرر الأرض، ويعود الفلسطينيون إلى بلادهم، وتقوم الدولة الفلسطينية.

وأكد أن القدس ومواجهة الاستيطان يشكلان أولوية لحركته، موضحا أنها تبذل داخل فلسطين وخارجها، بالدم والمقاومة، والمال، وتسخير العلاقات والحراك السياسي، والضخ الإعلامي، والإنتاج الثقافي، والجهود ضد الاستيطان والجدار والتهويد، وتوعية الأمة الإسلامية جمعاء بخطورة ما يجرى في القدس من تهويد وما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات.

وشدد على أن غزة هي مركز ثقل المقاومة، وذروة السنام، وعنوان الجهاد والعزة والكرامة، والقدس هي بطاقة الشرف وأسّ الصراع، والضفة هي محور الصراع الاستراتيجي ومستقبل القضية، والخارج هو منطلق التحرير والعودة، وصاحب السهم الأوفر في الدعم والمساندة والمشاركة، إلى أن يلتقي الماء على أمر قد قُدر، على أرض فلسطين المباركة.

وفيما يلي نص المقابلة:

باب الأمل
بعد 25 عاماً من اتفاق أوسلو، و12 عاماً من حصار غزة، كيف تقرأ المشهد الفلسطيني؟

يستطيع أي منصف أن يرى بوضوح أن الوضع الفلسطيني تدهور كثيراً إثر مرور 25 عاماً على اتفاقية أوسلو، والتي تمثل أمّ الخطايا، التي أعطت الشرعية للاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية مقابل سلطة وهمية أصبح دورها حماية المحتل ومحاربة المقاومة، وأعفت الاحتلال من مسؤولياته القانونية والسياسية، وألغت دور نصف الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الشتات، وتنكرت لحقوقه، وقزّمت منظمة التحرير لمصلحة سلطة منقوصة تعيش تحت بسطار الاحتلال، بل تتماهى معه، وتقدّم مصالحه على مصالح شعبها.

بل إن أوسلو قد مهّدت للانقسام الفلسطيني بعد ذلك، عندما افترق الفلسطينيون على برنامجين: برنامج التسوية والتنازل الذي تمثّله السلطة بقيادة فئة اختطفت حركة فتح، وبرنامج المقاومة والثبات الذي تمثّله فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس.

المشهد اليوم في خطر شديد، خاصة مع حالة الضعف التي تعتري أمتنا العربية والاسلامية. ومع ذلك تبقى نافذة الأمل مفتوحة، ويبقى النور مضيئاً في نهاية النفق المظلم

 

وكذلك أسست اتفاقية أوسلو، لمبدأ المفاوضات السرية للوصول إلى اتفاقيات مشبوهة خلف ظهر المفاوض الفلسطيني الرسمي، وبعيداً عن عيون الشعب صاحب الحق الأصلي. وما تبع أوسلو من اتفاقيات في طابا وواي ريفر وشرم الشيخ وباريس، زادت الأمور كارثية، وأسلمت كل مقدرات الشعب الفلسطيني وكل ملفات القضية الكبرى، إلى المحتل المجرم وأعوانه.

كما أنها عزلت الشعب الفلسطيني عن بيئته العربية والإسلامية وهمّشت أدوارها ، خاصة بعد أن انقسم الفلسطينيون أنفسهم بين داخل وخارج، ثم بين منسّق أمنيا ومقاوم شريف، وبين من يؤمن بالمفاوضات العبثية إلى ما لا نهاية، وأصبحت له مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبين من يؤمن بوجود تناقض تام وشامل وكامل مع الاحتلال، وأنه لا بد من مقاومته حتى النهاية لاقتلاعه من جذوره والتخلّص من آثاره كلها.

تسببت اتفاقيات أوسلو وما تلاها، بتراجع المشروع الوطني، ومحاربة المقاومة الفلسطينية، وشطب الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، والتخلّي عن قضاياه الكبرى في القدس والعودة والدولة، ونقلت الصراع من صراع عربي صهيوني إلى صراع فلسطيني صهيوني، ثم إلى صراع فلسطيني – فلسطيني.

المشهد اليوم في خطر شديد، خاصة مع حالة الضعف التي تعتري أمتنا العربية والاسلامية. ومع ذلك تبقى نافذة الأمل مفتوحة، ويبقى النور مضيئاً في نهاية النفق المظلم، لأنه لا تزال هناك بقية تنهى عن الفساد في الأرض، وتتمسك بالثوابت، وتضحّي بالغالي والنفيس، وتصبر على الضيم، وتؤمن بقدسية القضية، وبركة الأرض، وحتمية النصر والتمكين.

وأقول لك بكل ثقة: سوف تزول أوسلو، وسوف ينكسر الحصار، وسوف يندحر الاحتلال، وسوف تتحرر الأرض، وسوف يعود الفلسطينيون إلى بلادهم، وسوف تقوم الدولة الفلسطينية، وسوف ينتصر الحق، ((إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً)).

مواجهات الاستيطان والتهويد
-كيف يمكن لحماس أن تواجه مخططات الاستيطان والتهويد بالضفة والقدس مع الهجوم الشرس المزدوج من الاحتلال والسلطة؟

تقوم حماس بالجهد الأكبر في مواجهة مخططات الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس، ونحن نعتقد أن معركتنا الاستراتيجية ستكون على أرض الضفة والقدس، ولذلك نجد المحتل يسابق الزمن في فرض الوقائع على الأرض؛ بالتهام أراضي الضفة الغربية والقدس، والسعي المحموم لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بل السعي لهدمه، وتهويد القدس ثقافة وأرضاً وتعليماً ولغة، زماناً ومكاناً وإنساناً.

معركتنا الاستراتيجية ستكون على أرض الضفة والقدس، ولذلك نجد المحتل يسابق الزمن في فرض الوقائع على الأرض

 

الجهد الذي تبذله الحركة في داخل فلسطين وخارجها، بالدم والمقاومة، وبذل المال، وتسخير العلاقات والحراك السياسي، والضخ الإعلامي، والإنتاج الثقافي، والجهود ضد الاستيطان والجدار والتهويد، وتوعية الأمة الاسلامية جمعاء بخطورة ما يجرى في القدس من تهويد وما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات، وتحريكها، وتفعيل دورها في الدفاع عن المقدسات والأرض المباركة، كلها جهود كبيرة ومهمة، لكنها في الحقيقة تقصر عن مواجهة المخططات الصهيونية ومن يساندها دوليًّا وعربيًّا وفلسطينيًّا للأسف الشديد.

ولذلك يقع على عاتق الأمة العربية والإسلامية خصوصاً، وشرفاء العالم عموماً، مسؤولية كبيرة وعبء ثقيل أن تشارك وتدعم وتساند هذه الجهود لتثبيت الشعب الفلسطيني (خاصة في القدس) ودعم جهاده ومساندة جهوده، بالمال والرجال وجميع الإمكانات المادية والمعنوية.

دور الخارج
-كيف يمكن تطوير دور الشتات الفلسطيني في استنهاض المقاومة والصمود بالضفة والقدس ودعم غزة؟ وما دوركم في تحقيق ذلك؟

الشعب الفلسطيني في الشتات لم يتوانَ في بذل أقصى الجهود لنصرة فلسطين قضية وأرضاً وشعباً، وقد حمل عبء مواجهة المشروع الصهيوني من منتصف القرن الماضي، بعد أن تمكن الاحتلال الصهيوني بدعم القوى الغربية وتواطئها من إحباط مقاومة وجهاد الشعب الفلسطيني في الداخل والضفة والقطاع، منذ بداية القرن الماضي، وتمكين العصابات الصهيونية من الانتصار على المقاومة الفلسطينية والجيوش العربية.

ثم عاد الشعب الفلسطيني في الداخل (الضفة والقطاع) إلى حمل الراية وشعلة الثورة والمقاومة بانطلاق الانتفاضة الأولى ثم الثانية وما تلاها من انتفاضات، وقدّم إبداعات غير مسبوقة في المقاومة والجهاد والتضحية، وعمّد ذلك بدماء الشهداء، وأعمار الأسرى، وجراحات المصابين، وآلام المبعدين، وأشواق اللاجئين والمهجّرين.

نؤمن أننا شعب واحد في الداخل والخارج، وأن قضيتنا واحدة، وأن جهودنا تتكامل وتتضافر، لتصبح إشعاعاً مركّزاً كما الليزر يحرق المحتل ويحرر البلاد والعباد

 

ودعمت الحركة والشعب الفلسطيني في الشتات وشعوب الأمة العربية والإسلامية صمود الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، أولاً بالمال الذي استخدمته المقاومة في بناء إمكاناتها وتدريب رجالها وتطوير قدراتها، وأنشأ به أهلنا في فلسطين مؤسساتهم الأكاديمية والثقافية والاجتماعية والدينية والخيرية والتعليمية والاقتصادية، خاصة في غزة والضفة. وكان لهذا الدعم الدورالكبير في تثبيت أهل القدس وفي دعم المرابطين في الأقصى وحماته من الرجال والنساء.

وتلقت فصائل المقاومة في فلسطين ولا تزال تتلقى الدعم الوافي بالسلاح والإمداد بالقدرات العسكرية اللوجستية والفنية والتقنية، ما مكّنها من مواجهة أعتى جيش في المنطقة، رغم تفوقه الكبير في العدة والعتاد.

وتحرك الفلسطينيون وأبناء الأمة العربية والاسلامية وأحرار العالم وشرفاؤه في كل الأقطار وعلى جميع الصعد والاختصاصات كافة، لبناء علاقات سياسية محترمة ومعتبرة ومتوازنة تبنّت الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وطرح قضيته العادلة، وتثبيت روايته الصحيحة، وشرح معاناته ومآسيه، وتمجيد مقاومته وجهاده وكفاحه ونضاله، بلغات الأرض كلها، وفي المحافل الدولية والإسلامية والعربية.. وأنشؤوا المنظمات والمراكز والمؤسسات المتخصصة في عناوين الصراع المختلفة.

وواجهنا المشروع الصهيوني العاتي في الخارج، ونعمل على قطع حبل الناس عنه، ومطاردة مجرميه في كل مكان، وملاحقتهم، وكشف جرائمهم.

وسخّر الخارج الفلسطيني انتشاره الجغرافي الواسع، وتراكم خبراته المميزة، وثراء تجاربه المتنوعة، وعلاقاته العميقة، ومقدراته المالية والمادية، وخلاصة فكره وقدراته.. سخّر كل ذلك لدعم ومساندة المقاومة والصمود والثبات في القدس والضفة وغزة، وحماية المقدسات، واستنهاض المقاومة في الضفة، وكسر الحصار عن غزة، ومواجهة مخططات تصفية القضية خاصة ما يسمى (صفقة القرن).

ولا يزال شعبنا الفلسطيني في الخارج، وفي مقدمته حركة حماس، يراكم أسباب القوة ويعزّز قدراته في المقاومة، ويحشد طاقات العرب والمسلمين والمنصفين استعداداً ليوم التحرير، القادم قريباً بإذن الله.

وقد تمكنت شخصيات وقوى ورموز الشعب الفلسطيني من تجميع جهودها وتكثيف وجودها في عمل شعبي جامع تحت عنوان “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج”، الذي يُنتظر منه الكثير في قادم الأيام.

واجهنا المشروع الصهيوني العاتي في الخارج، ونعمل على قطع حبل الناس عنه، ومطاردة مجرميه في كل مكان، وملاحقتهم، وكشف جرائمهم.

 

كما تمكن الناشطون الفلسطينيون من إطلاق حركة عالمية تواجه المشروع الصهيوني خارج فلسطين قانونيًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا وحقوقيًّا.

واستطاعت الحركة في الخارج أن تستنهض جموع الشعوب العربية والإسلامية، بل والأجنبية بملايينها في بلاد الأرض كلّها؛ نصرة للقدس والأقصى وللأسرى، وللمقاومة الشعبية والمسلحة في غزة والضفة.

نحن نؤمن أننا شعب واحد في الداخل والخارج، وأن قضيتنا واحدة، وأن جهودنا تتكامل وتتضافر، لتصبح إشعاعاً مركّزاً كما الليزر يحرق المحتل ويحرر البلاد والعباد.

صفقة القرن
صفقة القرن لا تزال تثير الجدل ما بين مشكك بها، ومن يرى أنه بُدئ تنفيذها فعليًّا؟

لا شك عندي أن هناك خطة شرسة وخطيرة لتصفية القضية الفلسطينية والانتهاء من قضاياها الكبرى؛ القدس وحق العودة واللاجئين والدولة، وإعادة ترتيب منظومة الأعداء والأصدقاء في المنطقة ليصبح الكيان الصهيوني هو الصديق بل الحليف الذي من الطبيعي أن تتحالف معه ضد العدو الجديد المصطنع (إيران)، وذلك استغلالاً للحالة المهترئة التي تعيشها منطقتنا.

ومن الواضح أن واضعي هذه الخطة (التي هي استجابة أمريكية في عهد ترمب، لرؤى ورغبات الحكومة اليمينية المتطرفة للاحتلال الصهيوني برئاسة نتنياهو) قد قدّروا – خطأ – أنه يمكن أن تحظى هذه الخطة بتأييد عربي علني، الأمر الذي تبينت لهم صعوبته عندما ثبت الموقف الفلسطيني الرافض بشقيه الإسلامي والوطني. الأمر الذي حدا بهؤلاء إلى التنفيذ الفعلي لبنود هذه المؤامرة دون إعلان عنها، وهو ما اتضح جليًّا في الخطوات الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها، ووقف مساعدة وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومحاولة إغلاقها، وإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، والضغط على دول المنطقة للتسريع في جهود التوطين والتهجير للمخيمات الفلسطينية في الشتات، ووقف التعامل مع الوثائق الفلسطينية في دول المنطقة، لتحويل صفة اللاجئين الفلسطينيين، إلى جاليات فلسطينية في دول الاغتراب.

وأخيراً وليس آخراً، “قانون يهودية الدولة” الذي أقره الكنيست مؤخراً، وإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، وتقليص أو وقف مساعداتها، وإقرار شرعية الاستيطان، ورفع فزاعة الخطر الإيراني لابتزاز دول المنطقة مالياً وسياسياً.

ما خطة حماس للتعاطي مع الشتات الفلسطيني في ظل محاولات تصفية قضية اللاجئين؟

نعدّ حق العودة للاجئين الفلسطينيين على رأس أولويات عملنا في الخارج، ويوجد عندنا دائرة مختصة بهذا العنوان، وتدير العديد من المؤسسات والمراكز، وتنظم الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات الإقليمية والدولية التي تعمل على تثبيت حق اللاجئين في العودة إلى فلسطين بعد تحريرها، وكذلك حقهم في الحياة الكريمة في الشتات لحين تمكنهم من العودة إلى بلادهم.

 

القيادي صلاح رفقة قيادة حماس يشاركون في مسيرة العودة أثناء زيارة غزة

 

والحركة تسخّر علاقاتها السياسية لتحقيق هذه الأهداف، سواء على الصعيد العربي والإسلامي، أو الصعيد الدولي والأممي، وتدافع عن هذه الحقوق بكل ما أوتيت من إمكانات مادية وسياسية وقانونية، وتعمل على تثبيت حق اللاجئين بالتعاون مع المؤسسات والمراكز المتخصصة في الغرب وفي البلاد العربية، وتتعاون مع وكالة الغوث للاستمرار في أداء دورها، وترعى اللاجئين في الشتات، ساعية لمعالجة آلامهم، وتحقيق آمالهم، خاصة في لبنان والأردن وسوريا، وباقي دول الشتات العربية والأجنبية.

تكاملية الدور
هناك من يحاول اختزال حماس في المشهد بغزة، فكيف تقرؤون دورها في الضفة والقدس والخارج؟

لا يمكن اختزال حماس في غزة، ولا في أي بقعة من الوطن، أو أي أرض خارجه؛ فكيف يمكن أن تختزل حركة نشأت في خارج فلسطين وداخلها، إثر جهود كبيرة بذلها الإسلاميون الفلسطينيون قبل أن تنشأ حماس بصيغتها الحالية، لتعبر عن القرار الواعي والعميق الذي اتخذه الإسلاميون الفلسطينيون بالانخراط في العمل المقاوم، ومواجهة الاحتلال مباشرة، والاستعداد الجدي لذلك من سبعينيات القرن الماضي، ليثمر ذلك عن إعلان حركة مباركة باسم (حركة المقاومة الإسلامية – حماس ) في أواخر عام 1987 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية المباركة.

 

غزة هي مركز ثقل المقاومة، وذروة السنام، وعنوان الجهاد والعزة والكرامة، والقدس هي بطاقة الشرف وأسّ الصراع، والضفة هي محور الصراع الاستراتيجي ومستقبل القضية، والخارج هو منطلق التحرير والعودة

 

وكيف يمكن اختزال حماس في بقعة واحدة، وقد كانت قيادتها السياسية على مدى أكثر من عقدين، خارج فلسطين؟! واليوم يقودها الأخ المجاهد القائد إسماعيل هنية من أرض الوطن، من أرض غزة العزة والمقاومة والجهاد.

وكيف يمكن اختزال حماس في بقعة واحدة، عندما تقدم دماء مؤسسيها وقادتها ومجاهديها في كل بقاع الأرض، الشيخ أحمد ياسين، والرنتيسي، والمقادمة، وشحادة، والجعبري، وعقل، وريان، وصيام، وأبو شنب، وعياش، ودروزة، والجمالين، والمصري، والحوتري، وجرّار، وأبو هنود، والسوركجي، والبرغوثي، وعز الدين الشيخ خليل، والمبحوح، والزواري، والبطش، ويتعرض كوادرها وقادتها في الخارج لمحاولات الاختطاف، فضلا عن محاولات الاغتيال لمشعل وحمدان وغيرهما؟!

وكيف يمكن اختزال حماس في بقعة واحدة، وقد ضمت سجون الاحتلال وسجون الغرب وبعض معتقلات الأشقاء، رجالها ونساءها، وصغارها وكبارها، وكلهم كبير ببذله وتضحيته؟!

وكيف يمكن اختزال حماس في بقعة واحدة، وقد ضمّت المهاجر والشتات مبعديها ومطارديها، جنباً إلى جنب مع قادتها وكوادرها؟!

وكيف يمكن اختزال حماس في بقعة واحدة، وقد سُطّرت أسماء قادتها من كل المناطق، وعلى قوائم (الإرهاب) الإسرائيلية والأمريكية، التي نعدّها قوائم شرف وشهادة تزكية؟!
حماس هي أكبر عنوان للمقاومة والجهاد، وهي درع الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني في داخل فلسطين وخارجها.

 

صلاح يتوسط هنية وبحر في غزة

 

غزة هي مركز ثقل المقاومة، وذروة السنام، وعنوان الجهاد والعزة والكرامة، والقدس هي بطاقة الشرف وأسّ الصراع، والضفة هي محور الصراع الاستراتيجي ومستقبل القضية، والخارج هو منطلق التحرير والعودة، وصاحب السهم الأوفر في الدعم والمساندة والمشاركة، إلى أن يلتقي الماء على أمر قد قُدر، على أرض فلسطين المباركة.

العلاقات الإقليمية
-أين وصلت حماس في علاقاتها على المستوى العربي والإسلامي؟

حرصت حماس منذ إنشائها وانطلاقتها قبل أكثر من ثلاثين عاماً على أن تنشئ شبكة علاقات عربية وإسلامية، بل ودولية، واسعة؛ لأنها معنية ومن واجبها أن تقدم الرؤية الفلسطينية الملتزمة لصراعنا مع الاحتلال الصهيوني لبلادنا، ولأننا نؤمن أن الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في هذا الصراع، بما يوجب على أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يقفوا معنا جنباً إلى جنب في وجه آلة الاحتلال المجرم، الذي يمثل أطول احتلال استيطاني في التاريخ المعاصر، وهو في الحقيقة أساس الشر في المنطقة.

 

قضية القدس والأقصى هي العنوان الوحيد الذي يمكن أن تجتمع عليه الأمة في مواجهة العدو الحقيقي لها.

 

ولذلك حرصت حماس على علاقات متوازنة مع محيطها وبيئتها العربية والإسلامية، رغم ما تعانيه المنطقة اليوم خصوصاً، وعانته سابقاً في أكثر من محطة، من انقسامات ونزاعات وشقاق داخلي. وفي اعتقادنا أن قضية القدس والأقصى هي العنوان الوحيد الذي يمكن أن تجتمع عليه الأمة في مواجهة العدو الحقيقي لها.

ويمكنك أن تشاهد وفود حماس في زيارات رسمية من أقصى الشرق في ماليزيا وإيران إلى أقصى الغرب في المغرب وموريتانيا، مروراً بمصر ولبنان وتركيا وقطر والجزائر..، ومن روسيا شمالاً إلى جنوب إفريقيا جنوباً. هذا على مستوى الوفود والزيارات الرسمية، أما على صعيد الاتصالات فالدائرة أوسع من ذلك بكثير، حتى لا تكاد تجد دولة أوروبية أو غربية ليست على اتصال مع الحركة.

وفد حماس في القاهرة

-هل هناك محور أو جبهة حقيقية لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية؟

لا شك أن القوى الفلسطينية والإسلامية والوطنية والمقاومة تمثل جبهة قوية ضد هذه المحاولات خاصة في صيغة ما اصطلح على تسميته “صفقة القرن”.

والموقف العربي والإسلامي الشعبي يمثل البيئة الاستراتيجية والامتداد الطبيعي لهذه الجبهة. لكن الموقف الرسمي يتفاوت من دولة إلى أخرى، مع ملاحظة أن لا أحد قد أعلن رسميًّا وقوفه مع صفقة القرن. ومطلوب من الجميع أن يدرك أن هذه الصفقة تمثل تهديداً وتصفية لثوابت القضية الفلسطينية، وتمثل خطراً كبيراً في الوقت نفسه على دول المنطقة، خاصة دول الطوق.

وأعتقد أن الجبهة القادرة على مواجهة محاولات تصفية القضية لا تزال تحتاج إلى جهد كبير، وعمل مضنٍ لاستكمال مكوناتها ورصّ صفوفها وتعزيز لحمتها أمام التحديات الهائلة التي تواجهها.

وقد عمّدت الحركة موقفها المواجه لمحاولات تصفية القضية بالدم الطاهر للشهداء والجرحى، وبسنوات الحرمان للأسرى في سجون الاحتلال.

مواجهة التطبيع
مع الهرولة تجاه التطبيع مع “إسرائيل”، ما المطلوب عربيًّا وإسلاميًّا تجاه قضية فلسطين؟

يمثل التطبيع مع الكيان الصهيوني منتهى الخسة والنذالة، فإن المظلوم الواقع تحت نير الاحتلال، الذي يعمد إلى إلغاء تاريخه، وسلب ثقافته، وانتهاك مقدساته، ويسحقه بآلته العسكرية، لا يمكن أن يتفهم أو يقبل أن تقوم علاقة “طبيعية” بين شقيقه في الدم والدين والتاريخ، وبين هذا المحتل المجرم.

 

علينا أن نعترف أن الذي سهّل على المطبّعِين جريمتهم هو مَن استمرأ العيش تحت الاحتلال، بل وصل به الأمر أن يعدّ التنسيق الأمني مع المحتل “مقدّساً”

 

ولكن علينا أن نعترف أن الذي سهّل على المطبّعِين جريمتهم هو مَن استمرأ العيش تحت الاحتلال، بل وصل به الأمر أن يعدّ التنسيق الأمني مع المحتل “مقدّساً”.

التطبيع جريمة أخلاقية وإنسانية قبل أن يكون خطيئة سياسية. ولا يستقيم مع أي فطرة سليمة أو خلق شريف.

وعليه، فالمطلوب هو فضح محاولات التطبيع، والتشهير بمن يمارسونه، ومباشرة برنامج واسع وشامل ومستمر زمنيا لمقاومة التطبيع والمطبعين. إضافة إلى دعم كل الجهود والأنشطة الإيجابية التي تحارب التطبيع.

ومن المؤسف جدًّا أن نجد تسارعاً في الهرولة للتطبيع في بلادنا العربية والإسلامية (حتى على بعض المستويات الشعبية)، في حين نجد في بلاد الغرب حركة مقاطعة ونزع للشرعية عن الاحتلال تحقق نجاحات مهمة على المستوى الأكاديمي والاقتصادي وغيرها، وهي الحركة المشهورة باسم (BDS).

-في سياق خطاب عباس وما تضمنه من تهديدات، ما مصير الجهد المصري لإتمام المصالحة؟

جاء خطاب عباس انعكاساً للوضع المزري الذي وصلت إليه السلطة الفلسطينية، حتى وصلنا إلى مشهد يعاقب فيه الرئيس جزءاً من شعبه لأنهم اختاروا طريق شرف المقاومة، في الوقت الذي اختار هو تقديس التنسيق الأمني مع المحتل ضد المقاومين.. ففرض عباس العقوبات المتصاعدة على غزة لدرجة التجويع والحرمان من العلاج الطبي، في خطة لئيمة تدفع الأمور إلى سيناريوهات الانهيار أو الانفجار، ولا يزال يهدّد بالمزيد، مستغلاً المنابر الدولية ليمدّ يد الرجاء إلى الأعداء، ويلوّح بقبضة التهديد في وجه غزة.

حماس تعتقد أن إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة ضرورة وطنية وواجب شرعي، لاستعادة لحمة الشعب والأرض، وإنقاذ المشروع الوطني للتحرير والعودة، ومواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية، ومقاومة المحتل الصهيوني

 

في الوقت ذاته فإن الحركة قدّمت الخطوة تلو الخطوة، والمبادرة إثر المبادرة لإنهاء هذا الانقسام البغيض وإتمام المصالحة المنشودة على أسسها السليمة والصحيحة، المبنية على الشراكة ووحدة الوطن والشعب. وكان للجهود المصرية دورها في محاولة إنجاز المصالحة حتى وصلنا إلى اتفاقية 2011 في القاهرة بمشاركة وموافقة المجموع الوطني الفلسطيني، ثم تراجعت فتح عنها بعد انحسار (الربيع العربي).

وتستمر الجهود المصرية حاليا للوصول إلى اتفاق تهدئة في غزة، وذلك من باب المصالحة أولاً، وهو الأمر الذي لا يزال متعثّراً، بسبب المواقف المتشدّدة من حركة فتح السلطة.

ولا تزال حماس تعتقد أن إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة ضرورة وطنية وواجب شرعي، لاستعادة لحمة الشعب والأرض، وإنقاذ المشروع الوطني للتحرير والعودة، ومواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية، ومقاومة المحتل الصهيوني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا، وتعاني منها شعوبها ودولها.

حصار غزة

-ما خيارات حماس مع استمرار حصار غزة الخانق، وفشل جهود التهدئة والمصالحة؟

لم تألُ حماس جهداً في تحقيق حياة كريمة وشريفة لشعبنا البطل في غزة، الذي خرج في مسيرات شعبية هادرة لما يقارب 200 يوم، قدّم فيها تضحيات بآلاف الجرحى، ومئات الشهداء. ما أجبر المجتمع الدولي، ودفع المحيط العربي، إلى التحرك لإيجاد حلول إنسانية للأوضاع الصعبة جدًّا التي يعيشها أهلنا في غزة، ولتجنب سيناريو الحرب الكارثية التي يحاول الجميع تجنبها.

ماهر صلاح وحسام بدران خلال المشاركة في مسيرة العودة بغزة

 

لا بد أن يستمر الضغط على المحتلّ لكي تستمر الجهود العربية (خاصة من قطر ومصر) والدولية (خاصة المبعوث الدولي للسلام ميلادينوف)

 

ولذلك من السابق لأوانه الحديث عن فشل جهود التهدئة، حيث لا تزال الجهود العربية والدولية تُبذل للوصول إلى حلول للانتهاء من حالة الحصار الخانق. وتوجد بدايات مبشّرة، لكن لا بد أن يستمر الضغط على المحتلّ لكي تستمر الجهود العربية (خاصة من قطر ومصر) والدولية (خاصة المبعوث الدولي للسلام ميلادينوف). ومن المبشّرات نجاح الجهود القطرية بإدخال الوقود لمحطة الكهرباء بالتعاون مع المنظمات الدولية.

ولعلّ زيارة وفد الحركة الأخيرة إلى مصر، ولقاءاته مع جهاز المخابرات والوزير عباس كامل، تفتح آفاقاً جديدة.

-ما الذي تريده فتح والسلطة من المصالحة؟ وهل هي حقاً شريك في حصار غزة؟

الأصل أن يوجّه هذا السؤال إلى فتح والسلطة. لكن يمكن أن نقرأ النوايا والأغراض من التصريحات المتتالية لرموز فتح والسلطة التي تتحدث عن استلام غزة من الباب إلى المحراب، وما فوق الأرض وتحتها، وسلاح واحد وحكومة واحدة وقانون واحد، إلى غير ذلك من التصريحات.

أما عن الحصار، فإن الإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة على قطاع غزة، قد فاقمت معاناة شعبنا الصابر، بسبب الحصار الذي فرضه الاحتلال براً وجواً وبحراً، منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية في عام 2006، وبعد أسر الجندي الصهيوني (شاليط).

حماس والمصالحة
ولكن هناك من يتهم حماس أنّها تعطّل، فماذا قدمت من خطوات في سبيل إنهاء الانقسام؟ وهل لا يزال الأمر ممكناً؟

منذ أن أخذ الانقسام شكله الأخير إثر أحداث صيف عام 2007، لم تتوقف حماس عن بذل أقصى الجهود للانتهاء من الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، ولو استعرضنا في عجالة سريعة ما قدمته الحركة في هذا الصدد، سيتضح حجم الجهد المبذول من طرفنا:

توقيع (اتفاق مكة) في فبراير 2007 الذي أفشلته الأجهزة الأمنية التي تمردت على الحكومة الشرعية في قطاع غزة. التجاوب مع جميع الجهود العربية (خصوصاً المصرية والقطرية دون إغفال سوريا واليمن ولبنان والسعودية)، والإسلامية (السنغال)، والدولية (روسيا). توقيع اتفاق القاهرة في 2011 الذي شاركت فيه الفصائل والقوى الفلسطينية كافة، ثم توقيع اتفاق الدوحة في 2012، والاتفاق على حكومة وحدة وطنية برئاسة محمود عباس، وصولاً إلى اتفاق الشاطئ في عام 2014، حيث تخلى الأخ إسماعيل هنية طوعاً عن رئاسة الحكومة لمصلحة تشكيل حكومة توافق وطني، التي شكّلت بالفعل في يونيو 2014. ثم اتفاق بيروت في 2017 .

وفي عام 2018 أعلنت الحركة حلّ اللجنة الادارية التي شكلتها اضطراراً لإدارة الشؤون في قطاع غزة، بعد تخلي حكومة الوفاق عن مسؤولياتها، وتوالت التصريحات والمواقف الإيجابية من قيادات الحركة في الداخل والخارج، ودعيَ وزراء حكومة الوفاق لاستلام مسؤولياتهم، وسهِّل ذلك لهم، وسلّمت المعابر للسلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاق جديد في القاهرة.

ولا تزال وفود حماس تتردد على العاصمة المصرية استجابة لجميع الجهود التي تسعى لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

باختصار؛ قدمت حركة حماس كل ما تستطيع لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، من خلال توقيع اتفاقيات المصالحة المختلفة، وتخليها عن حقها الدستوري في تشكيل الحكومة، بحكم أنها الفائز في الانتخابات، ومن خلال الخطوات العملية المتتالية على الأرض.

 

مع أطفال غزة على هامش لقاء الفصائل

 

ما المطلوب من الكلّ الوطني الفلسطيني لمواجهة استمرار حصار غزة؟

المطلوب هو وحدة الموقف ضد جميع الأطراف المشاركة في هذا الحصار الآثم، وتوحيد الجهود في تخفيف آثاره على حياة أهلنا في قطاع غزة.. وبذل جميع الجهود السياسية والإعلامية والقانونية على المستويات كافة لإبراز آثاره الكارثية على جوانب الحياة الإنسانية كلها، ودفع الأطراف ذات العلاقة والتأثير أن تتحرك لإنهائه.

 

لا بد من استمرار الجهود الوطنية لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني لإنقاذ المشروع الوطني للتحرير والعودة.

 

واستمرار جهودنا في الخارج مع الأصدقاء والشرفاء عبر أساطيل الحرية البحرية، والقوافل البرية، وغيرها من الأفكار والجهود الإبداعية واستمرار دعم المسيرات الشعبية في قطاع غزة بكل ما أوتينا من مقدرات وإمكانات.

وكذلك لا بد من استمرار الجهود الوطنية لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني لإنقاذ المشروع الوطني للتحرير والعودة.

-إجمالاً، أين تتجه الأمور في القضية الفلسطينية؟ إلى تسوية الصراع أم حرب جديدة؟

نحن نتمتع بإيمان عميق وقناعة راسخة أن الحق الفلسطيني سوف ينتصر على الباطل الصهيوني (( وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا)).

ولا يساورنا الشك مطلقاً أننا سوف نحرر بلادنا ونعود إليها فاتحين، فهذا وعد ربنا عزّ وجلّ ، وبشارة رسولنا صلى الله عليه وسلم.

وسنن التاريخ تشهد أنه لا يمكن لمثل هذا الصراع أن ينتهي، وأن يسوّى، إلا بالمقاومة المستمرة والتضحيات العظيمة، (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)).

إقرأ المزيد
https://palinfo.com/245393
جميع الحقوق محفوظة – المركز الفلسطيني للإعلام

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *