الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / على نهج السيسي.. النظام الموريتاني يحاول تشويه صورة الإسلاميين

على نهج السيسي.. النظام الموريتاني يحاول تشويه صورة الإسلاميين

كعادة كل النظم المستبدة والفاسدة التي لا يهمها سوى كراسي الحكم على حساب حياة الشعوب وتقدمها واستقرارها، لجأ نظام ولد عبد العزيز، الحاكم في موريتانيا، إلى سلاح التخويف والتشويه لكل المعارضة الموريتانية، وعلى رأسها الإسلاميون الذين حققوا نجاحات كبيرة في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية والبلدية، والذين يخوضون منافسات الجولة الثانية “الإعادة”، التي بدأت أمس السبت، ويتوقع إعلان النتائج مطلع الأسبوع المقبل.

ويحاول نظام ولد عبد العزيز الممسك بتلابيب السلطة، اتهام الإسلاميين “حزب تواصل الإسلامي” بأنهم يخططون لإسقاط الدولة كما حدث في المشرق العربي، وهي نفس التهم التي تكيلها الثورات المضادة للربيع العربي في مصر وفي المشرق العربي.

وتوجه الموريتانيون، أمس السبت، مجددًا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية والمحلية، في ظل تساقط كثيف للأمطار تسبب في عرقلة الوصول إلى عدد من المكاتب.

وكان “الاتحاد من أجل الجمهورية”، حزب الرئيس محمد ولد عبد العزيز، قد فاز بالجولة الأولى، في 1 سبتمبر، بـ67 مقعدا من المقاعد الـ131 التي حسمت، علما أن البرلمان يضم 157 مقعدًا. كما فاز بأربعة مجالس “جهوية” من أصل 13، إضافة إلى مئة بلدية من أصل 219.

وحل حزب “التواصل الإسلامي” ثانيا بـ14 مقعدا في البرلمان، فيما فازت أحزاب المعارضة بـ15 مقعدًا، و10 مقاعد عادت لأحزاب المعارضة التي توصف بالمعتدلة.

وشهدت مكاتب الاقتراع في موريتانيا، أمس السبت، إقبالا ضعيفًا على التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية والمحلية؛ بسبب رداءة الأحوال الجوية في نواكشوط.

وتجري المنافسة على 22 مقعدًا في البرلمان، وتوجد أربعة مقاعد مخصصة لتمثيل الموريتانيين المقيمين خارج البلاد.

منافسة حامية

في المقابل، تبدو المنافسة حامية بالعاصمة على بلدياتها التسع ومجلسها الجهوي، بين الحزب الحاكم والإسلاميين الذين يخوضون الجولة الثانية في سبع بلديات في العاصمة.

وكان “الاتحاد من أجل الجمهورية” الحاكم قد خسر بلدية السبخة بالعاصمة خلال منافسة في أربعة دوائر.

وأبدى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، خلال إدلائه بصوته السبت بنواكشوط، ارتياحه إزاء نتائج الجولة الأولى، معتبرا أن “الموريتانيين صوتوا للاستقرار والتنمية والتقدم”.

وتابع أن “الموريتانيين وجهوا من خلال عمليات الاقتراع رسالة للمتطرفين تؤكد رفضهم لأولئك الذين دمروا دولا عربية وأساءوا لسمعة الإسلام في العالم”، مؤكدا ثقته بأن الجولة الثانية ستمضي في الاتجاه ذاته.

الإسلاميون يردون

وتصدى القيادي الإسلامي البارز محمد محمود ولد سيدي، رئيس التجمع للحملات التي يواجهها حزبه، مؤكدًا في مقابلة مع وكالة «الأخبار» الموريتانية المستقلة، أمس، «أن الشعب أثبت تعلقه بمشروع حزب «تواصل»، وأعطاه ثقته في الشوط الأول».

وأكد «أن الشعب الموريتاني سيكون أكثر تصميمًا في الشوط الثاني، وسيكمل خياره بإنجاح لوائح التجمع الوطني للإصلاح والتنمية».

وقال: «هذا ما نتوقعه، وهو ما سيكون بحول الله تعالى»، لافتًا النظر «إلى أن الشوط الأول عرف ممارسات غير قانونية، وضغوطًا على الناخبين، وإغراءات وترهيبًا وترغيبًا، وهي ممارسات رغم مخالفتها للقانون، فقد استمرت خلال الفترة الفاصلة بين الشوطين».

وأوضح رئيس حزب التجمع «أن المعارضة الديمقراطية، رغم إقصائها من العملية الانتخابية التي يفترض أن تكون تشاركية وتوافقية، رغم كل هذا حققت نتائج معتبرة وكسبت ثقة الشعب الموريتاني، وأثبت الشعب هذه الثقة من خلال صناديق الاقتراع، ولم تفلح التجاوزات والخروقات التي تم تسجيلها في أكثر من دائرة».

المؤسسة العسكرية

أكد رئيس حزب التجمع أن «المؤسسة العسكرية والأمنية مؤسسة للجميع ومن الجميع، وهي إحدى ركائز الدولة الأساسية وتحظى باهتمام وتقدير من طرفنا؛ فهي تتكون من كوادر من الجنود والضباط الغيورين على وطنهم والمتفانين في تأدية واجبهم في الدفاع عن الحوزة الترابية وضمان الأمن والاستقرار»، مضيفًا أن «الجيش الجمهوري يجب أن يظل مؤسسة سيادية على مسافة واحدة من كل الفرقاء السياسيين، ومن يزج به في الصراعات السياسية يعرض سمعته وشرفه وهيبة للانتقاص والطرفية».

وحول اتهامات الرئيس ولد عبد العزيز الإسلاميين في ختام حملة الاتحاد من أجل الجمهورية، بالتطرف وبتدمير بلدان عربية وتكوين شبكة، أوضح رئيس حزب «تواصل» في إجابته أن «حزبه بعيد كل البعد عن العنف والتطرف، وكما علقت على هذه الاتهامات وغيرها، فهي بالنسبة لنا أحاديث حملات، ونذر هزيمة مفتقدة لأدنى درجات المصداقية، وتعدم أي دليل يسندها».

وقال: «إن الحقيقة الماثلة الآن، والثابت في التاريخ، أن الذي يهدد الدول ويقوض استقرارها هو الاستبداد والأحادية والفساد، فالذي أدى لانهيار الدول في المشرق وفي غيره هو استمرار أنظمة فاسدة شمولية لعقود طويلة، وما «يرهب» هؤلاء من تواصل هو حجم الالتفاف الشعبي حوله، وما يلقاه من تقبل لدى عموم الشعب، وما يتميز به الحزب مؤسسة وقيادات ومناضلين من مصداقية وخدمية وتفان في السعي لبناء هذا البلد ونمائه وازدهاره ورفاهية هذا الشعب وسعادته، وتوزيع ثروته بعدالة بين مكوناته وأفراده، ومساواة جميع المواطنين في الفرص والمكاسب؛ هذا ما يخيفهم من تواصل، وقد زادت الانتخابات الأخيرة من إرهابهم، فجاءت هذه الاتهامات تعبيرًا عن ذلك التخوف».

وحول دور حزب التجمع المتوقع في انتخابات 2019 الرئاسية، أكد رئيس الحزب التجمع أن «حزبه عضو أساسي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، وكما تعلمون فالمنتدى شكل لجنة أوكل لها مهمة متابعة ملف الرئاسيات، وأعمال هذه اللجنة تتقدم بثقة، وأملنا أن تكون التحالفات التي حصلت في الانتخابات البلدية والنيابية والجهوية بين مكونات المشهد المعارض، دافعًا لمزيد من التعاون والتحالف في الانتخابات الرئاسية القادمة».

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *