الرئيسية / بيانات وتصريحات / أمين عام الإخوان: لا تصالح مع القتلة ولا بديل عن القصاص

أمين عام الإخوان: لا تصالح مع القتلة ولا بديل عن القصاص

نظم عدد من القوى الوطنية فعالية حاشدة في مدينة اسطنبول التركية لإحياء الذكرى الخامسة لمجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، والذي يوافق 14 أغسطس من كل عام.

وخلال كلمته أكد الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن المجرمين الذين اقترفوا مجزرة رابعة والنهضة لن يفلتوا من العقاب، مهما طال الزمان فالجريمة ثابتة، ولن تسقط بالتقادم وأن الدماء التي سالت فيها لم ولن تذهب هدرا، بل ستظل تروي شجرة الحرية، مشددا على أنه لا تصالح مع القتلة الذين ولغوا في دماء الشهداء في رابعة والنهضة وما قبلها وما بعدها من مجازر لأطهر وأنبل أبناء مصر، ولا نرضى إلا بالقصاص العادل والناجز لدمائهم مهما طال الزمان.

وقال حسين إن الحل الوحيد لأزمة مصر التي أغرقها فيها الانقلاب العسكري، يكمن في زوال هذا الانقلابن وعودة الجيش لثكناته، والتفرغ للمهمة التي كفلها له الدستور، وهي حماية الحدود والثغور، والدفاع عن أرض الوطن، مؤكدا أن الجماعة تمد يدها للعمل بكل صدق وجدية مع كل الشرفاءن وكل القوى الوطنية الشريفة على قلب رجل واحد، في سبيل نهضة مصر واستعادة مكانتها انطلاق نهضتها، ورفع المعاناة عن كال المواطن المصري واسترداد الشعب لكرامته وحريته واحترام إرادته، واستعادة ثروات مصر ومقدراتها وسيادتها على أرضها، وحرية قرارتها التي فرط فيها الانقلاب العسكري.

وأضاف أمين عام الجماعة أن الهدف من الفعالية ليس الاحتفال بذكرى مذبحة رابعة فقط، ولكن لنذكر بالمعاني النبيلة، والقيم الأصيلة التي غرستها تلك الملحمة في تربة الكفاح والجهاد الوطني، من أجل الحرية والكرامة الإنسانية. موضحا أن “رابعة” و”النهضة” تمثلان مفخرة من مفاخر الكفاح الإنساني، حين هب جمع كبير من المصريين على اختلاف أفكارهم وأعمارهم وتوجهاتهم، لتنظيم اعتصام سلمي تبثا بثورة الشعب المصري ي 25 يناير 2011 وتمسكا بإرادة الشعب في اختيار حكامه بملء إرادته، وإصرار على رفض الغدر والخيانة والانقلابات العسكرية.

وأشار إلى أن رابعة والنهضة تمثلان لحظة انتصار على دبابة الانقلاب، وليست أبدا لحظة انكسار تحت عجلات الدبابة، وباتت تلك المجزرة الكبرى رمزا للصراع بين الحق والباطل وكما قال ربنا سبحانه وتعالى “إن الباطل كان زهوقا”، صدق الله العظيم.

وتابع حسين قائلا:” إن رسالة رابعة والنهضة التي يتردد صداها في سمع كل إنسان أن لا تغيير دون تضحية، ولا إصلاح دون بذل للغالي والنفيس، ومن أن بإمكانه اقتلاع جذور الفساد دون تضحية فهو واهم، ولذلك فإن الإخوان المسلمين حينما رفعوا شعار (والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) كانوا يعنون ما يقولون، ولم ولن يسيروا أبدا في ركاب المثبطين والمرجفين”.

وشدد حسين على أن إرادة التغيير الثوري السلمي في رابعة والنهضة تلتقي مع الفطرة السوية، وتنسجم مع كل القيم النبيلة التي عرفها الإنسان، منذ بدء الخليقة إذ تأبى كل فطرة سليمة الخضوع للظلم والطغيان، وترفض كل نفس حرة أن يغيب العدل عن دنيا الناس وأن ملحمة أصحاب الأخدود تجسد ذلك، حيث انتصرت إرادة التغيير السلمي عن أصحاب الأخدود على إرادة الحاكم المتمترس خلف آلة القمع والقهر والقوة الباطشة، وتجسد ذلك في قوله تعالى “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير، إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدء ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد”.

وتابع حسين: “إن احتشاد الثوار الأحرار على اختلاف توجهاتهم وفي القلب منهم الإخوان المسلمين في ميداني رابعة والنهضة في مواجهة الانقلاب العسكري بإرادة لا تلين دفاعا عن الحقوق والقيم التي يجب أن يقوم عليها بناء المجتمع سيظل علامة بارزة في تاريخ مصر الحديث ودرسا للأجيال في مواجهة الظلم والطغيان”.

وأردف قائلا:”إن ملحمة رابعة والنهضة لم تكن أبدا كما يروج الإعلام المأجور، ونخبة العار وغيرهم من مرتزقة العسكر، ولكنها كانت ملحمة كفاح خاضها الشعب المصري حفاظا على التجربة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، إن مشهد اعتصام رابعة والنهضة جسد بوضوح الصراع الدائر بين إرادة شعب من حقه أن ينال حقوقه وبين طبقة أهدرت كرامته”.

 

 

شاهد أيضاً

“المجلس الثوري”: التحرك ضد الأنظمة الطاغية “واجب وطني وضرورة اقتصادية”

أكدت مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري، ضرورة التحرك ضد الأنظمة الطاغية، معتبرا ذلك أصبح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *