الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / صحافة: خلافات حادة تعصف بالكنيسة وتوجهات نحو السطو على أصول الأوقاف

صحافة: خلافات حادة تعصف بالكنيسة وتوجهات نحو السطو على أصول الأوقاف

رغم قلة الأخبار التي تتناول الجماعة في صحف الأربعاء إلا أنها جميعا تتعلق بأحكام انتقامية وقضايا تُنظر أمام قضاء النظام، فالشروق تشير إلى حكم الدائر ة “5” إرهاب بجنايات الجيزة برئاسة ناجي شحاتة بالمؤبد لـ4 متهمين بحرق “كنيسة بكفر حكيم” التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة،  وأشارت كذلك إلى (السجن 3 سنوات للشاعر جلال البحيرى لاتهامه بنشر أخبار كاذبة)، وذلك لتأليفه أغنية “بلحة” التي غناها المطرب رامي عصام وتسخر من الجنرال السيسي، كما ألف ديوان شعر بعنوان “خير نسوان الأرض” واعتبرته المحكمة العسكرية إهانة للجيش وسخرية من حديث موضوع “عن خير أجناد الأرض”. والبحيري ليس من الإخوان، لكن النظام اتهمه وحاكمه بالانضمام للجماعة! الحكم يمثل إرهابا لكل الشعراء والمبدعين ودليلا على قمع الفن والثقافة والإبداع، وهو ما يشير إلى  ظاهرة حرق الكتب في 2014، وكذلك المحاكمة العسكرية التي تتواصل حاليا لمخرج ومنتج مسرحية “سليمان خاطر”، والتي عرضت على مسرح نادي الصيد فبراير الماضي. بتهمة إهانة الجيش. كما تم إصدار قرار  يحاصر  المهرجانات والاحتفالات الفنية ،ويكرس وصاية النظام على أي نشاط فني أو ثقافي مهما كان صغيرا، ويجعل للأمن السطوة على كل شيء.

نشر موقع عربي بوست تقريرا بعنوان (الداخلية المصرية تعلن تصفية 5 من عناصر «حسم».. وأصدقاء القتلى: مختفون قسرياً من أشهر )، وهو ما يأتي في سياق الانتقام والترهيب وقتل أي دافع شعبي يمكن أن يثور على الأوضاع الظالمة والحكم الاستبدادي. والضحاياـزعمت الشرطةـ أنهم قتلوا في تبادل إطلاق نار،  وهي بالطبع أكذوبة للتغطية على جريمة اغتيالهم، سواء بالتعذيب أو القتل المباشر دون تحقيق أو محاكمة. خصوصا وأن أهالي الضحايا يؤكدون أنه تم اختطافهم قسريا، ثم الإعلان عن قتلهم. ونشر عدد من أصدقاء أحد القتلى، ويدعى عبد الله يوسف، عبر حسابتهم بفيسبوك رواية مختلفة عما ذكره بيان الداخلية المصرية. وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة الداخلية مقتل عشرة عناصر من حركة «حسم»، مدعية  أنهم متورطون في اعتداءات استهدفت الشرطة.

من جانبه واصل جمال سلطان تحامله على الجماعة بمقال في “المصريون” بعنوان (تقرير نيويورك تايمز عن أيام مرسي الأخيرة(، فرغم اعتراف سلطان أن التقرير مشحون بالمعلومات والأحداث الصغيرة التي جرت في الغرف المغلقة في أكثر من عاصمة. ويتحامل سلطان على الرئيس مرسي لأنه لم يستمع لنصيحة أوباما، ويحمل الرئيس والجماعة مسئولية عدم حماية الديمقراطية بأدائهم  السيئ. وأنهم أرعبوا أبوظبي بمطالبهم بالإفراج عن قيادات الجماعة التي تم اعتقالها هناك سياسيا. وبحسب سلطان فإن أكثر ما يوجع قلبك في روايات “باتريك” عن تناقضات الموقف داخل الإدارة الأمريكية ، بين البيت الأبيض والخارجية والدفاع ، هو تصور أن مصير البلاد والعباد في الشرق أحيانا يكون متوقفا على وحدة القرار السياسي في واشنطن ، أكثر من أن يرتبط بشيء آخر ، وأن الانقسام الشديد في الرأي داخل الإدارة الأمريكية تجاه الموقف مما يجري في مصر هو الذي أضعف أي دور أمريكي في مجريات الأمور ، ويروي “باتريك” أن الإدارة الأمريكية كانت لديها معلومات ـ قبل شهور ـ عن تحرك يجري الإعداد له في القاهرة سينهي كل شيء ، وأن السفيرة الأمريكية بالقاهرة وقتها “آن باترسون” أبرقت رسالة مشفرة إلى واشنطن تقول فيها : إن لم يكن خلال أيام فسيكون خلال أشهر قليلة ، سيحسم الجيش كل شيء في مصر. وينتهي سلطان إلى أن تقرير مدير مكتب النيويورك تايمز السابق في القاهرة مهم جدا ، ومن الضروري أن يقرأه بهدوء وتمعن كل المهتمين بالتجربة التي حدثت في مصر ، ففيه من الدروس ما يحتاجه كثيرون في مصر الآن ، وخاصة المعارضة بشقيها المدنية والإسلامية ، ولعل الدرس الأهم فيه أن السياسة والحكم والنجاح في إدارة الدولة ، أعقد كثيرا من مجرد أن تحصل على عدد أصوات أكثر في صندوق الانتخابات . (الغريب في مقال سلطان أنه لم ينتقد بحرف واحد المجرمين، الذين قاموا بالانقلاب، ووجه فقط سهام النقد للرئيس المنتخب الذي تمت خيانته والغدر به بمباركة من سلطان نفسه، وصحيفته على ذلك خير شاهد، أي أن سلطان نفسه خُدع بالسيسي والانقلاب الذي تم طبخه في دهاليز البنتاجون والخارجية الأمريكية والعواصم الخليجية وتل أبيب، ورغم ذلك لا يزال متحاملا على الرئيس المنتخب وجماعته وحزبه. في تناقض مدهش، فأولى بقلمه أن يوجه ضد الطغاة وليس إلى ضحاياهم).

وفي سياق التشويه والتشهير المتواصل كتب العلماني المتطرف والفاشي محمد أبو الغار ، أحد قيادات جبهة الإنقاذ، والرئيس السابق للحزب المصري الديمقراطي الذي قاد أحد كوادره “الدكتور حازم الببلاوي” أول حكومة بعد الانقلاب، كتب مقالا في المصري اليوم بعنوان (ثوار 23 يوليو وتأثير الإخوان: الدروس المستفادة(  حيث يصف الجماعة بالفاشية ويحملها جزءا من مسئولية السياسة الفاشية للضباط الأحرار  بعد نجاح حركتهم.  باعتبار أنهم كانوا على صلة بالإخوان. رغم أنهم أيضا كما ذكر كانوا على تواصل مع “حديتو” الشيوعية التي كانت تؤمن بالماركسية التي سفكت دماء عشرات الملايين في الاتحاد السوفيتي وغيره من بلاد العالم؛ فلماذا لم يتحدث عن تأثرهم بها؟! الغريب أيضا أن أبو الغار  في تناوله لأحداث 54 يشيد بمواقف “خالد محيي الدين ويوسف صديق” ضد عبدالناصر الذي انتصر بالقوة والميكافيلية، متجاهلا أن الجماعة أيضا كانت في المعسكر الرافض لتوجهات عبدالناصر الديكتاتورية. أبو الغار  يجتزئ من الحقائق ما يريد  لدعم تصوراته الفاشية والعنصرية بحق الجماعة في محاولة لتبرئة دوره المشين في 30 يونيو التي أغرقت مصر في بحار الدماء والظلم والاستبداد.

واعتمدت تقارير المواقع الموالية للسلطة على بث الأسافين والفتن بين الجماعة والإسلاميين عموما،  وبين عموم الشعب، فالوطن تنشر (مركز “الحرب الفكرية” السعودي: الإخوان يعتمدون على مواجهة “الوطنية” ) واليوم السابع تزعم (شاهد فى دقيقة.. مخططات قطر و”الإخوان” لزعزعة استقرار الكويت ) وفي أخبار اليوم (بالفيديو| السويدي : الإخوان هما اللي بيهاجموا القرارات) في محاولة فاشلة لنزع الشعبوية عن رفض قرارات وتوجهات النظام التي يرفضها جميع الشعب إلا استثاءات قليلة.

توجهات بالسطو على أصول الأوقاف

التوجه الأبرز في صحف الأربعاء هو  تصريحات الجنرال السيسي خلال اجتماعين مع مدبولى ووزراء الأوقاف والتنمية المحلية والبيئة، والتي تم إبرازها في عدد من المانشيتات والعناوين الكبرى والمساحات الواسعة، في جميع الصحف، واشتملت على المعاني الآتية: (تزويد القرى المحرومة بمياه الشرب/ تطوير منظومة إدارة المخلفات/ نشرالمفاهيم  الصحيحة للإسلام والتصدى للأفكار المتطرفة/ إعلان الحرب على “فيروس” الفساد/ طوارئ لإنهاء المشروع القومى للتأمين الصحى). وهي عبارة عن وعود جديدة مكرورة وكلام عام فضفاض لا يترتب عليه أي شيء على الإطلاق.

لكن التصريح الأكثر خطورة على الإطلاق هو ما تناوله مانشيت “المصري اليوم” حول (الاستفادة من أصول الأوقاف لصالح الشعب.. قاعدة بيانات للمساجد وممتلكات الأوقاف لتطويرها).  وهو ما يشير إلى إصرار  النظام على السطو على أصول الأوقاف التي تقدر بمئات المليارت،  وقد أثير الموضوع منذ أكثر من عام،  لكنه وُوجه بمعارضة شديدة، وتأكيد من جانب هيئة كبار العلماء أنه لا يجوز تغيير الوقف لغير ما خصص له من الواقف.

تغييرات الأجهزة الأمنية وحركة المحافظين:

ركزت كل من مانشيت اليوم السابع والشروق على التغييرات الجارية في وزارة الداخلية، حيث جاء في مانشيت اليوم السابع (تحديات مديري الأمن الجدد.. وزير الداخلية يوجه القيادات الأمنية الجديدة باحترام حقوق الإنسان وتطوير الخدمات الجماهيرية.. “طبلية” يطارد البلطجية بالقليوبية.. و”أبوعقيل” يراهن على عودة السياحة بحنوب سيناء.. و”عبدالعال” مستمر فى مبادرات القضاء على الثأر بسوهاج)، وفي الشروق (“الداخلية” تصعد الشباب لـ”تجديد دماء” العمل الشرطى.. (ص3): مصدر أمني: حركة التنقلات تهدف لإعداد جيل جديد من القيادات الوسطى وتضم 15 مدير أمن جديدًا.. تصعيد قيادات الصف الثانى لنواب مديرى الأمن دفعة 83.. وترقية 87  لرتبة لواء وتصعيد دفعة 90 لرتبة عميد). وهي تغييرات تستهدف مزيدا من السيطرة للنظام على الوزارة، والتخلص من الصف القديم ، وهي توجهات الوزير الجديد الذي كان يرأس الأمن الوطني. ويمكن تفسير الحركة بأن كل وزير جديد يأتي،  يتخلص من رجال سلفه ويعين أنصاره ومواليه. أما بشأن حركة المحافظين فذكر مانشيت اليوم السابع أنها خلال أيام، وتضم 12 محافظة منها القاهرة وسوهاج وبني سويف وأسيوط والدقهلية والقليوبية. لكن الشعب بات لا يكترث بهذه التغييرات  لأنها في الواقع لن تفضي إلى أي تغيرات في السياسات ومسارات العمل.

تعديل الدستور:

وردت إشارة في ص 13 بصحيفة الوطن، حول التعديلات الدستورية المرتقبة والتي يمهد النظام لها للاستفتاء عليها في النصف الأول من العام المقبل 2019، وجاء في الحوار (وزير مجلس النواب ورئيس بعثة الحج: الدستور ليس قرآنًا لكن لم يصلنا شئ لتعديله حتى الآن.. عمر مروان: العملية الشاملة لتطهير سيناء من الإرهاب أخذت ثأر أخويا شهيد حادث القضاة فى 2015)، وكانت تقارير  صحفية كشفت مؤخرا عن قيام الأجهزة الأمنية بتأسيس عدة حركات للمطالبة بتعديل الدستور بما يزيح العقبات أمام الجنرال لفترة رئاسة ثالثة، وربما أكثر، خصوصا المادتين (226/140) ، ومواد أخرى بهدف تكريس الصلاحيات للرئاسة والعودة إلى صلاحيات الرئيس التي كانت في دستور 71 قبل ثورة يناير. لأن الدستور القائم  كان متأثرا  بدستور 2012 الذي وازن بين السلطات وبين صلاحيات الرئيس، وصلاحيات رئيس الحكومة ومنح البرلمان والمحليات صلاحيات واسعة، تتناقض مع طبيعة النظام الحالي الذي يعتمد على السلطوية والمركزية في كل شيء.

خلافات تعصف بالكنيسة

نشر موقع “عربي بوست” تقريرا موسعا  حول مقتل الأنبا أبيفانيوس داخل الدير، بعنوان (مَن قتله من الداخل، والهدف رسالة للبابا تواضروس.. مقتل الأنبا أبيفانيوس بِديرٍ يشبه الحصن يعكس انقساماً عنيفاً داخل الكنيسة المصرية) ، وأعلنت الكنيسة القبطية رسمياً، الأحد، وفاة الأنبا أبيفانيوس، (القديس مقاريوس) بوادي النطرون داخل ديره في ساعة مبكرة من صباح الأحد 29 يوليو/تموز.

التقرير ينقل عن راهب قبطي يجزم بكل ثقة أن ما حدث للأنبا أبيفانيوس هو «اغتيال بأيدٍ قبطية، وليست عملية إرهابية». واستطرد شارحاً: «هناك انقسام عنيف جداً داخل الكنيسة، بين مَن يطلق عليهم الحرس القديم (رجال البابا السابق شنودة)، وبين التيار المجدد (تلامذة الأب متّى المسكين)، «نتحدث هنا عن صراع حقيقي لا أستبعد أن يفضي إلى ارتكاب جريمة»، على حد تعبيره. يلخص الراهب لنا أسباب الصراع قائلاً إن الحرس القديم يمكن وصفهم بالمحافظين أو الراديكاليين، ومواقفهم «أكثر تزمتاً وتشدداً» حيال كثير من القضايا الدينية والسياسية إلى حد بعيد، خصوصاً ملف المصالحة والتقارب مع الكنائس الأخرى. وتابع: «أما الفريق الآخر فهم مع المصالحات والتقارب». وأوضح أن البابا تواضروس هو من رجال متّى المسكين، وقد تحرك الرجل فعلاً صوب الاعتراف بالكنائس الأخرى، وذلك في اللقاء التاريخي الذي جمعه ببابا الفاتيكان بالقاهرة، «الرجل كان يسعى لوقف تاريخ طويل من التكفير بين الكنائس المختلفة والمصالحة التامة، وهو ما لم يعجب رجال الحرس القديم الذين يرون ذلك هرطقة (كُفر)». وقد شنت معركة شرسة عليه حينها دفعته للتراجع قليلاً، وإن كان لم يتوقف نهائياً.

وبحسب التقرير فإن  الأنبا أبيفانيوس أحد رؤوس الحربة في فريق المجددين الذي يضم البابا تواضروس شخصياً، ويضم أيضاً الأنبا رافائيل أسقف وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا أنجيلوس الذي أرسله تواضروس إلى أميركا لحمايته هو وآخرين خشي عليهم البابا فأرسلهم لأميركا. لكن ما يميز الأنبا أبيفانيوس، الذي كان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، أنه «رجل دين مجدد وعالم لغويات ومهتم بالتراجم»، على حد تعبير الراهب، الذي أضاف أنه جرى شن حملة شنعاء على الرجل اتهمته بالكفر من قبَل الحرس القديم، وحاولت اغتياله معنوياً، ووصفه بالمهرطق. مؤكدا أن الدير  أشبه بالحصن ولا يمكن أن تصل إليه أيدي خارجية ما يعزز فرضية أن الجريمة تمت بأيدي قبطية. «ثانياً، الرجل قتل الساعة 3 فجراً أثناء تحركه من قلايته (سكنه) صوب كنيسته، لا يعلم أحد أنه يقطن البلوك الخامس ولا يعلم أحد أنه يسير لمسافه 100 متر مرتجلاً وحده صوب الكنيسة إلا شخص من الدير، شخص مألوف، ووجوده لا يثير أي شبهات، فالقاتل إما عامل أو راهب من الكنيسة».

وتبلغ مساحة  دير أبو مقار  الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي على 7 كنائس، وملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.

 

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *