الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / من ملامح صفقة القرن.. ضغوط أمريكية لجعل “حماس” نسخة من سلطة أبو مازن

من ملامح صفقة القرن.. ضغوط أمريكية لجعل “حماس” نسخة من سلطة أبو مازن

تستهدف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف بالحزب الجمهوري من صفقة القرن أن تجعل من حركة المقاومة الإسلامية حماس نسخة جديدة من حركة فتح التي تحولت إلى سلطة فلسطينية لا دور لها سوى حراسة الاحتلال وضمان أمنه وقمع أي تحركات فلسطينية من شأنها إزعاج الاحتلال وتهديد وجوده واستقراره.

وفي أواخر الثمانينات اتجهت منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تهيمن عليها حركة “فتح” برئاسة ياسر عرفات نحو التحول من حركة نضال شعبي تقاوم الاحتلال إلى سلطة ذاتية تتمتع بقدر ضئيل من الحكم الذاتي على أن يتم دعمها دوليا بأموال الخليج مقابل أن تتحول إلى شرطي لحماية أمن واستقرار الاحتلال.

وبالفعل دخلت حركة فتح في اتفاقيات أوسلو 1994 وتحولت من حركة مقاومة إلى سلطة حكم ذاتي، وتحول المجاهدون القدامي إلى لواءات ووزراء ومسئولين بمرتبات مجزية وبذلك تركوا البندقة وتحولوا إلى سماسرة يتاجرون بها ما دامت تدر عليهم ملايين الدولارات.

هل يمكن تكرار التجربة مع حماس؟

والراصدون لما ينشر عن صفقة القرن الأمريكية، خصوصا من تصريحات ومقالات المقربين من الرئيس الأمريكي يتأكد لديهم أن واشنطن تكرر نفس ما فعلته سابقا مع حركة فتح ، حاليا مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

في هذا السياق يمكن فهم دعوة ثلاثة من كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الاعتراف بـإسرائيل. وذلك في مقال مشترك كتبه كبير مساعدي ترامب وصهره جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفد فريدمان، ونشر في صحيفة واشنطن بوست.

وتحدّث الثلاثة، وهم الفريق المكلف من ترامب لصياغة خطة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عن اعتراف حماس بإسرائيل، وأن تلتزم بالاتفاقيات السياسية وتنبذ العنف في إشارة إلى مقاومة الاحتلال.

وقال فريق ترامب الثلاثي “سيكون من الحكمة أن تعترف بذلك فلا يوجد خيار جيد. والجميع في الشرق الأوسط يقبلون هذه الحقيقة”.

واعتبر هؤلاء الثلاثة -المتهمون من قبل منظمة التحرير بتبني الموقف الإسرائيلي الأكثر تطرفا- أن هذه الخطوة ستوفر فرصة للسلام. وزعموا أن “الحياة يمكن أن تتحسن بشكل ملحوظ في وقت قصير بالنسبة للشعب الفلسطيني، إذا سمحت حماس بذلك”.

وجاء في المقال “إذا أظهرت حماس نوايا واضحة قولا وفعلا، فإن كل الفرص الجديدة المتعلقة بمشاريع اقتصادية ستصبح ممكنة، و لا يوجد سبب يمنع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة من تحقيق النجاح الاقتصادي، إذا سمحوا لنا بالمساعدة”.

وقالوا لحماس يجب التركيز على تحسين اقتصاد غزة، ودعوها إلى تسليم المهام في القطاع إلى السلطة الفلسطينية. ووجه كوشنر وغرينبلات وفريدمان جهدهم في الأشهر الأخيرة إلى محاولة الدفع باتجاه مشاريع تنموية في غزة.

الصفقة أو الحرب والحصار

وبعد ساعات من تحذير المسئولين الأمريكان أن غزة لن تنعم بالهدوء ورفع الحصار إلا بعد انتهاء المقاومة والاعتراف بإسرائيل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الأخير قد بدأ مساء الجمعة، هجومًا واسعًا على قطاع غزة “يستهدف البنية التحتية لحركة حماس، وسيستمر للساعات القادمة”، وتم اسقاط نحو 50 طنا من القنابل على مواقع استراتيجية تابعة لحماس مساء الجمعة!

وبدأت تتكشف تفاصيل ما قيل عن مبادرة صهيونية أمريكية لتحسين أحوال قطاع غزة ورفع الحصار التي يشارك فيها السيسي، بعدما أكدت واشنطن لـ “حماس” أن رفع الحصار سيتم بشرطين: وقف المقاومة والاعتراف بإسرائيل.

رسالة البيت الأبيض لحماس تشترط وقف أعمال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بإسرائيل مقابل تحسين الواقع المعيشي لأهالي قطاع غزة المحاصر منذ 11 عاما. كما جاء ضرب غزة بعد لقاءات عباس كامل وقادة حماس والذي قيل أن القاهرة طالبت حماس فيه بوقف اطلاق البالونات المشتعلة علي إسرائيل .. وعدم احتجاج مصر على القصف والاكتفاء يؤكد التآمر لتركيع غزة ونزع سلاحها بالقوة ووقف مقاومتها.

الوضع في غزة يتجه نحو المواجهة الشاملة بعد ليلة عنيفة ومروعة على قطاع غزة بفعل القصف الصهيوني الغاشم، والاحتلال يقوم بغارات موسعة وتهديدات بحملة عسكرية في غزة خلال ساعات، رغم دعاوى التهدئة التي تنتهكها مليشيات الاحتلال دائما.

لكن أنباء موافقة إسرائيل والفصائل الفلسطينية على سريان التهدئة في غزة بدءا من منتصف ليل الجمعة السبت يعود بالصراع الي نقطة التوازن ويؤكد أن المقاومة عصية على القمع. وأن الضغوط على غزة بغلق المعابر ووقف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة والعدوان المستمر ورسالة المسئولين الامريكان الثلاثة لغزة، مؤشر على أن صفقة القرن قد استوت ويجري تسويقها في ظل مقاومة شرسة وباسلة من جانب غزة تهدد الصفقة برمتها.

وتأتي دعوة أركان البيت الأبيض في ظل توتر الأوضاع أمس الجمعة؛ ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 120 آخرين، ومقتل جندي صهيوني، كما عقد القادة الإسرائيليون اجتماعا عسكريا وأمنيا رفيعا وهددوا بردّ “قاس” على قطاع غزة، وردّت المقاومة على الغارات متوعدة بالمزيد،
وأثناء تشييع شاب استشهد إثر قصف إسرائيلي أمس، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية أن مسيرات العودة “سوف تستمر حتى تحقيق أهدافها” في كسر الحصار الإسرائيلي، وقال “لن ندفع ثمنا سياسيا مقابل رفع الحصار”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *