الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / الأسد يُمهد لمهاجمة إدلب.. ماذا تفعل تركيا؟

الأسد يُمهد لمهاجمة إدلب.. ماذا تفعل تركيا؟

بعد مرور شهر على بدء النظام السوري هجماته ومجازره على الجنوب السوري، وفرض اتفاقات بالقوة على الثوار، ومع قرب النظام اقتحام ريف درعا الغربي، تتجه الأنظار نحو “أم المعارك” في إدلب، تلك المنطقة التي يرغب الأسد في اقتحامها..

 

إدلب تعد أحد أهم مناطق الثوار، فهي المحطة النهائية التي تحوي بداخلها غالبية النازحين، ممن فروا من حلب ودرعا والقنيطرة وحماة، وغالبية المناطق التي سقطت بيد النظام.

 

تفوق الأسد في درعا بمساعدة الروس وإيران، دفعه للنظر إلى المخزون المتبقي من المعارضة السورية في “إدلب” ومحيطها شمالاً، وسط ترقب من انتقال النظام عملياته إلى المحافظة، لاسيما بعد أن حذرت موسكو مقاتلي المعارضة من مغبة الهجوم العسكري مفصحة عن معارك وشيكة قد تجتاج المنطقة.

 

حسم عسكري

ومع اقتراب الحسم العسكري جنوباً، تبقى آخر معاقل المعارضة في ادلب والأرياف المحيطة فيها، التي تنقسم إلى قسمين الأول تتواجد فيه بعض القوى العسكرية الوازنة مثل هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وبعض القوى “القاعدية” كالحزب الإسلامي التركستاني وفصيل حراس الدين وغيرهما، أما الكتلة الثانية من هذه البقعة فهي التي سيطرت عليها المعارضة المدعومة من الجيش التركي في عمليتي “درع الفرات وغصن الزيتون” والتي كان آخرها السيطرة على مدينة عفرين.

ويرى خبراء ومحللون أن هذه المنطقة الواقعة تحت الوصاية التركية بناء على الاتفاقية “مناطق منخفضة التصعيد” في أستانة، مهددة إذا لم تتحرك تركيا بالمهام الموكلة إليها في ضبط التشكيلات العسكرية المنتشرة فيها، والسيطرة على سلاحها الثقيل حيث يطرح ملف النصرة بقوة.

 

وإزاء التصريحات التركية وكان آخرها قبل أيام عندما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من اقتحام هذه المنطقة وقال انها “تقع تحت حمايتنا”، فيما تعمدت روسيا وإيران تكرار تصريحات مفادها نقل المعارك إلى المنطقة الشمالية بعد الإفراغ من قتال المعارضة جنوباً.

 

معاقل المعارضة

الخبير العسكري السوري إبراهيم الطقش قال، إن الجنوب السوري بدا خاليا من الثوار، بعدما أجبروا على اتفاقات بمغادرة تلك المنطقة، برعاية روسية وإيرانية وأسدية، مضيفا: هناك مؤامرة تحاك ضد إدلب، وقد تسقط آخر معاقل المعارضة في تلك المدينة مثلما حدث في حلب ودرعا وغيرها.

 

وأوضح العسكري السوري لـ”مصر العربية” أن تركيا ستعارض هجوم النظام على إدلب، خصوصا وأن أنقرة تعتبر تلك المدينة تحت حمايتها، وهو ما أكده الرئيس التركي قبل أيام حين حذر الأسد والروس من هذا الهجوم، قائلا: إدلب تحت حمايتنا، ولن نسمح بالهجوم عليها.

 

وتابع: تركيا تسيطر على غالبية الشمال، وتعتبر تلك المناطق خاضعة لها، سواء بعد تطهيريها عسكريا من داعش والأكراد، أو بالاتفاق مع أهلها بحمايتهم، وإقرار ذلك وفق اتفاقات أستانة مع إيران وروسيا، قائلا: نفوذ تركيا عسكريا في تلك المناطق كبير جدا، في إدلب وحماة وبعض مناطق حلب، الأرتال العسكرية التركية لم تفارق تلك المناطق منذ أشهر، وبالتالي أي هجوم على إدلب فلابد من موافقة تركية.

الخبير في العلاقات الدولية محمد العطار استبعد في تصريحات صحفية، فتح الروس والإيرانيين معركة في الشمال السوري لاعتبارات عدة ، الأولى أنها تحت النفوذ والوصاية التركية..

 

السبب الثاني بحسب العطار، هو القوة العسكرية الكبيرة والتي تعتبر الأكبر في سوريا للمعارضة المسلحة، وتضم قوى عسكرية لا يستهان بها كهيئة تحرير الشام وأحرار الشام والزنكي والفصائل القاعدية وغيرها، مشيراً إلى أنه ربما تخشى روسيا ومعها إيران من انكسارات عسكرية في إدلب ومحيطها فضلاً عن الضغوطات الكبيرة والمسعى الأمريكي لتحجيم الدور الإيراني ونفوذه في سوريا.

 

تحذير تركي

وقبل أيام، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من تقدم قوات النظام السوري نحو إدلب على غرار ما حدث في درعا، ما يعني “تدمير جوهر اتفاق آستانة”.

 

وأعرب أردوغان، بحسب بيان للرئاسة التركية، عن قلقه من استهداف المدنيين في مدينة درعا السورية، مؤكداً أن “تقدم قوات النظام نحو إدلب بطريقة مماثلة يعني تدمير جوهر اتفاق آستانة”.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

 

وشدد الرئيس التركي على أن تجنب حدوث أي تطورات سلبية في إدلب يحظى بأهمية لجهة تشجيع المعارضة في المشاركة في اجتماعات آستانة (عاصمة كازاخستان) المقررة يومي 30 و31 يوليو  الجاري.

 

يذكر أنه في ربيع عام 2015 تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من اجتياح مدينة إدلب وطرد القوات الموالية للنظام، ومنذ ذلك الحين والمدينة تتعرض لهجمات نظام الأسد، ومع تقدم قوات النظام على مناطق أخرى في سوريا كانت تحت سيطرة المعارضة، اضطر الكثير من سكان تلك المناطق إلى النزوح نحو إدلب، وهو ما رفع من عدد سكان المدينة إلى أكثر من مليوني شخص.

وتقع إدلب ضمن مناطق “خفض التوتر”، في إطار اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي خلال مباحثات أستانة، بضمانة من روسيا وإيران وتركيا.

 

وبعد شهرين عقدت روسيا والولايات المتحدة والأردن اتفاقاً، قطعت الولايات المتحدة بموجبه المساعدات عن المعارضة، التي دعمتها في المنطقة.

 

ما هي مدينة درعا؟

تجدر الإشارة إلى أن مدينة درعا هي مدينة سورية تعد من أقدم المدن العربية، وتقع في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية / السورية مع (الرمثا).

 

وتقع على مسافة 120 كم إلى الجنوب من العاصمة السورية دمشق قرب الحدود الأردنية، وكانت دائما بوابة سوريا إلى الجنوب.

 

كما أنها هي العاصمة التاريخية لإقليم حوران الذي يضم المحافظات الثلاث: درعا والسويداء والقنيطرة التي لا يزال جزء منها يخضع للاحتلال الإسرائيلي، وهي حاليا عاصمة محافظة درعا..

 

وكانت درعا تاريخيا عاصمة إقليم حوران الذي يمتد من جنوب سوريا إلى منطقة شمال الأردن (الرمثا) والذي يضم عدة مدن مثل طفس وأزرع وداعل والحراك وأبطع ونوى والشيخ مسكين وأنخل وجاسم والصنمين والطيبة.

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *