الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / بالهجمات المباغتة.. هل يعود «داعش» من جديد في العراق؟

بالهجمات المباغتة.. هل يعود «داعش» من جديد في العراق؟

يبدو أن تنظيم «داعش» الإرهابي مازال يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء العراق وذلك لانتظار العودة من جديد، ولكن بأسلوب المباغتة بشن هجمات مفاجئة على طريقة حرب العصابات التي بدأ بها قبل 2014.

 

وكان العراق قد أعلن في ديسمبر الماضي بعد 3سنوات من سيطرة التنظيم على ثلث مساحة البلاد من، استعادة كامل أراضيه من قبضة تنظيم الدولة بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

 

وقالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن هناك علامات على عودة تنظيم الدولة في معاقله القديمة، سواء في مدينة الموصل العراقية أو مدينتي الرقة ودير الزور السوريتين.

 

قلق دولي

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الغربيين قلقون من تزايد عدد الهجمات في ظلّ اختلاف القوى التي حاربته، إضافة إلى استمرار وجود المؤيّدين للتنظيم في المناطق التي من المفترض أنها أعلنت “النصر على داعش“.

 

وفي سياق متصل، نصب تنظيم الدولة، في فبراير الماضي، كميناً لوحدة استخباريّة تابعة لمليشيا “الحشد الشعبي” الموالية للحكومة، في منطقة الحويجة غرب مدينة كركوك في العراق، وقُتل 27 منهم، ما يعني عودة التنظيم إلى العمل بنفس الطريقة التي بدأ بها قبل فرض هيمنته على مساحات واسعة تمتدّ ما بين غرب العراق إلى شرق سوريا.

 

وحمّل مسؤول عراقي سابق حكومة بغداد المسؤولية عن عودة تنظيم الدولة من جديد، مؤكداً الإعلان عن انتهاء داعش سيسهم في بقاء التنظيم وتوفير ملاذات آمنة له في شمال وغرب البلاد.

 

نصر زائف

 

واتهم نجم الدين كريم، محافظ كركوك، في مقابلة خاصة مع صحيفة الإندبندنت البريطانية، رئيس الوزراء حيدر العبادي، بـ “الكذب”، في مسألة النصر على داعش، مشيرا إلى أن التنظيم لن يكون قادراً على الاستيلاء على الأراضي كما فعل سابقاً، لكنه سوف يستمر بالقتال.

 

وأكد محافظ كركوك أنه ما زال لدى التنظيم ملاذات آمنة كما أنه يعتمد على السكان العرب السنّة الساخطين الذين شرّدتهم الحرب ويأتون من بغداد والمحافظات المحيطة بها، خوفا من قمع المليشيات الشيعية، قائلاً”هناك 200 ألف سني نازح في كركوك من قرى وبلدات سيطر عليها تنظيم الدولة، ولكن حتى بعد تحرير تلك المناطق فإنه لا يسمح لأهلها بالعودة إليها”.

 

وصعّد تنظيم الدولة هجماته على نحو ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، خاصة في المناطق الواقعة شمالي البلاد وشرقيها، حيث تنشط خلايا نائمة تابعة له.

 

عودة داعش

 

وأقدم عناصر من تنظيم الدولة، الأسبوع الماضي، على نحر 4 أشخاص في محافظة نينوى شمالي العراق، فضلاً عن إعدام 7 آخرين رمياً بالرصاص في محافظة ديالى شرقي البلاد.

 

بدوره قال المحلل السياسي العراقي أحمد الملاح، إن عودة داعش للعراق لن تكون بالشكل الذي شاهدناه في ٢٠١٤ لعدد من الأسباب أبرزها نفور المجتمع من تجربة حكم داعش، وتغير الظرف الإقليمي خاصة في سوريا والسعودية .

 

وأضاف في تصريحات لـ”مصر العربية” أن داعش سيعود كخلايا نائمة تعمل كذئاب منفردة، وتعود عمليات الاغتيالات والعجلات المفخخة والإبتزاز المالي خاصة مع وجود مجتمعات هشة نتيجة الجهل والفقر خاصة إذا ما استمرت حالة عدم معالجة مشكلة النازحين وإعادتهم لمدنهم وترميم منازلهم.

 

وأوضح أن المشاكل الاجتماعية والسياسية التي خلقت داعش في العراق ما تزال موجودة لكن تجربة داعش بشكلها التقليدي لن تعود ولن تنطلي على أحد، وهذا لا يمنع من ظهور أشكال وتجارب تطرف أخرى قد تكون أشد فتك وخطورة من داعش في ظل استهتار الطبقة السياسية بمعاناة شعب مدنه مدمرة ويقطن بين خيام النازحين أو البيوت التي تفتقر لأبسط مقوات الحياة.

 

معارك استنزافية 

 

الخبير العسكري العراقي، العميد الركن خليل الطائي قال إنه وفقا للمفهوم الاستراتيجي للحروب والخطط والغايات العسكرية فإن داعش مازال يحتفظ بروح القتال والإصرار على المطاولة الميدانية.

 

وأضاف في تصريحات سابقة لـ”مصر العربية” أن إستراتيجية تنظيم الدولة هي إدارة أكبر ما يمكن من المعارك الاستنزافية وفق حرب طويلة الأمد ومفتوحة الجغرافية, ووفق هذه الإستراتيجية فإن غايته العسكرية لن تتوقف بفقدان مدينة أو مساحة جغرافية معينة.

 

وأوضح أن التنظيم إذا فقد موقعًا سيقاتل بمناطق أخرى كما أنه مايزال يحتفظ بمناطق عديدة ضمن الجغرافية العراقية, ولهذا هو مايزال ضمن استراتيجيته المفتوحة الجغرافية والتوقيتات.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *