الرئيسية / المقالات / مفتي الدم المتطرف! كتبه عزالدين الكومي

مفتي الدم المتطرف! كتبه عزالدين الكومي

حدث أن وقع زلزال بمصر في أيام العُبيديين، فقام أحد شعراء النفاق، بدلا من أن يقول كلمة حق، وأن ما حدث بسبب المظالم المنتشرة في طول البلاد وعرضها، قام هذا الشاعر بامتداح الزلزال قائلا: ما زُلْزِلتْ مصر من كيدٍ أَلَمّ بها… لكنها رقصت من عدلكم طربا.

للأسف هذا الشاعر موجود بيننا اليوم، في إعلام العسكر، والإعلام المأجور والموجه، كما هو موجود في كل زمان ومكان .

فمتى كانت الزلازل والبراكين خيرا ونعمة!، ومتى كان الفقر والمرض والغلاء رفاهية!، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من هذه الظواهر الكونية، ومن الفقر والكفر!.

لكن الطامة الكبرى أنَّ شاعر النفاق هو أحد المنتسبين إلى العلم، اتخذ من صناعة الكلام مهنة وحرفة يتزلَّف بها إلى الظالمين؛ ليقلب الحقائق ويصور الفقر رفاهية، والظلم والقتل وسفك الدماء يومًا من أيام الله، إنه مفتى الدم “علي جمعة”، والمعروف بفتاويه الشاذة على فضائيات العسكر، خرج ليهذى بمناسبة مرور خمس سنوات على الانقلاب العسكرى المشئوم، قائلاً: إن الله، عز وجل، قال: “وذكرهم بأيام الله”، وفي ثورة 30 يونيو التي هي يوم من أيام الله، نصر المؤمنين على الكافرين أو المجرمين أو الفاسقين، وهم ثلة من البشر، سيطر عليهم الحقد الأعمى وأصبحت قضية الاستيلاء على الحكم من أجل أوهام في أذهانهم، وأن الله خذلهم في هذه الأوهام عبر 90 عاما، بل كانوا دائما في صراع مع المؤمنين والأوطان، من أمور زائلة، كما أنهم ليسوا أهلا لها.

مفتى الدم، الذى يوزع صكوك الإيمان والكفر، اعتبر معارضة النظام الانقلابى كفرًا، وهل مر به حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، “من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما”؟.

وهل المطالبة بتحكيم شرع الله، عز وجل، وعودة الخلافة الإسلامية التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مجرد أوهام في نظر مفتى الدم؟!.

وقال: إن ثورة 30 يونيو مثل فتح مكة ومثل يوم مولد النبي محمد، حيث أزاح الله خلاله الغمة عن تلك الأمة وأزال دولة الفاسقين، 30 يونيو من أيام الله، وقد أمرنا ربنا بتذكير أيام الله، التى نصر الله فيها عبده وأعز فيها جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشاد بقرار حكومة الانقلاب بمنح يوم ذكرى الانقلاب العسكرى إجازة للموظفين، وطلب من الناس أن تصلى لله شكرا.

وهذا الكائن الذى باع دينه بدنيا العسكر، أعطى لنفسه الحق في أن يلعن الأحياء والأموات، والأبرياء والمظلومين، ويكفّر ويفسّق ويسب ويشتم كل من عارض النظام الانقلابى، وهو يعلم أنه كاذب في كل ما قال، ويجعل يوم الانقلاب العسكرى مثل يوم الفتح الأعظم، أو يوم الفرقان، فكيف لشخص عنده مسحة من علم، يعتبر يوم الانقلاب على الشرعية وإرادة الشعب، وعلى رئيس أقل ما يوصف به أنه ما خان الشعب، وسعى في مصالحه؟ وكيف يكون سفك الدماء المعصومة يوما من أيام الله؟ والله سبحانه وتعالى جعل حرمة دم المسلم أشد حرمة من هدم الكعبة المشرفة.

ولا يكتفى مفتى الدم بهذا الهراء، بل يجعل هذا اليوم المشئوم يوم شكر للظالمين، على جرائمهم في سفك الدماء وهتك الأعراض وحرق واقتحام المساجد، وموالاة أعداء الله عز وجل من الصهاينة وغيرهم!.

وهذا ليس بجديد على مفتى الدم، الذى وقف يخطب بعد فض اعتصام رابعة، بحضور قادة جيش كامب ديفيد وقادة الشرطة، في حضور قائد الانقلاب العسكرى، ووزير داخلية الانقلاب محمد إبراهيم، فقد حرّض الحضور على قتل من وصفهم بـ”الخوارج”، عندما قال للحاضرين: اضرب في المليان، (اضرب بالرصاص الحى دون رحمة)، إياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم، إن الرؤى قد تواترت بأنهم مؤيدون من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومتى كانت الرؤى من مصادر الأحكام الشرعية يا مفتى الدم؟ وهو لا يتورع في أن يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم!، كما قال: “إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا ونحن نصاب بالعار منهم، ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ناس نتنة ريحتهم وحشة في الظاهر والباطن، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا، يقولون الشرعية فأي شرعية والإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته، فهذا الإمام محجور عليه، يعني معتقل، والمصيبة أن أمره قد ذهب إلى القضاء فسقطت شرعيته إن كانت قد بقيت له شبهة شرعية، وهو لم تبق له شبهة شرعية”.

وتابع “هناك مسجد حرقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأنه لا يريد هذه اللواعة والمكر في الظاهر والفساد في الباطن. لا تخف بدعوى الدين، فالدين معك والله معك ورسوله معك والمؤمنون معك والشعب بعد ذلك ظهير لك”.

ولم يكتف بتحريض الحضور على القتل وسفك الدماء، بل طالبهم بنقل التحريض إلى أهليهم وذويهم قائلا بكل وقاحة وجرأة: “اثبتوا وانقلوا هذا الشعور إلى أهليكم وجيرانكم وجنودكم، نحن على الحق، سيهزم الجمع ويولون الدبر، رضى الله عنكم وأرضاكم، شكرا لكم، هذه هي سماحة الإسلام وقوة الإسلام وحلاوة الإسلام!.

فإن كان مفتى الانقلاب يقصد بهذا الإجرام سماحة الإسلام، فالإسلام منه ومن أمثاله براء، لكنه غالبا يقصد الإسلام الأمريكانى بكل تأكيد!.

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *