الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / أحزاب الكرتون.. من يصنع للديكتاتور السيسي منبراً يقف عليه؟

أحزاب الكرتون.. من يصنع للديكتاتور السيسي منبراً يقف عليه؟

أعطى السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الضوء الأخضر إلى أذرعه لتشكيل حياة سياسية على مقاس أقدام جنرالات الخراب، ومن المنتظر وفق مراقبين أن يخرج للنور في غضون أسابيع حزب سياسي رئيسي وآخر معارض، أما الأول سيتبع المخابرات العامة والثاني تديره المخابرات الحربية، علاوة على أنه سيلعب اللعبة القديمة التي لعبها سلفه المخلوع مبارك، الذي كان يهوى زرع أصابعه في بقية الأحزاب الكرتونية وتفخيخها وتفجيرها وقت اللزوم، كل ذلك يجري على قدم وساق استعدادا لمسرحية جديدة بعنوان انتخابات برلمانية قادمة.

وبعد توهج سياسي عقب ثورة يناير 2011، بدأت تلاحق عددا من الأحزاب الإسلامية في مصر دعوات قضائية بالحل، فيما انزوى أغلبها عن المشهد السياسي بعد مسرحية انتخابات السفيه السيسي، ويعيد هذا الوضع إلى الأذهان حل سلطات الانقلاب، عام 2014، حزبي “الاستقلال” و”الحرية والعدالة”، والأخير هو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
وأثارت دعوة السفيه السيسي للقوى الحزبية بالتحالف والاندماج معا حتى يتمكنوا من زيادة قدراتهم، ردود أفعال متباينة، فبينما أيد حزبيون الدعوة رد آخرون بأنها في غير محلها ﻷن ضعف الأحزاب ليس راجعا لكثرة عددها وإنما للاختراقات الأمنية وحالة التضييق وسن قوانين التي لا تسمح بثراء الأحزاب.
يقول الناشط أحمد رمزي: “مصر لم يعد فيها حياة ولا سياسة.. كل شيء في البلد بيتم بتعليمات من الضابط المكلف، إحنا معادش بيهمنا دا . احنا اللي بنفكر فيه ان الدولة القذرة دي تنهار و للأسف مش هيحصل وستظل جسدا ميتا على أجهزة التنفس الصناعي كي يقال ان هناك دولة في كوكب الأرض اسمها مصر “.

وتقترب الأحزاب الكرتونية بعد الانقلاب من 100 حزب سياسي على الورق، بينما تقول تقارير إعلامية إنها تتعدى الـ 100 حزب لكن غالبيتها غير مرخص بشكل كامل وتحت التأسيس، بينما لم ينجح غير 19 حزبا نجحوا في دخول برلمان الدم ممثلين داخله بواقع 239 مقعدا من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 596.
وبالتزامن مع دعوة السفيه السيسي إلى إنتاج أحزاب عسكرية موالية له، تستعر حملة اعتقالات شرسة ضد كل رموز المعارضة وآخرهم د.عبد المنعم أبو الفتوح والمستشار هشام جنينة، ليكون التساؤل الذي يفرض نفسه على المرحلة الحالية: هل يريد الديكتاتور أحزابا من الأصل في مصر؟ خاصة أن فترته القاتمة سياسيا بحسب توصيفات متواترة في الوسط السياسي شهدت فيه السياسة والعمل الحزبي تجريما واسعا وتراجعا شديدا.

غياب المناخ السياسي، وصل إلى اعتراف السفيه السيسي إلى التأكيد على أنه لا يعرف في السياسية وأحاديثها، حيث فؤجئ المتابعون بتصريحات للسفيه السيسي: “أنا مش سياسي بتاع الكلام، والبلد ما بتتبنيش بالكلام، واضح إن الناس مش واخدة بالها، البلد علشان ترجع تاني ربنا وحده اللي يعلم، وأي حد يفكر يقرب منها، لأ.. هقول للمصريين انزلوا تاني ادوني تفويض قدام الأشرار.. أي أشرار، و لو الأمر استمر كده، وحد فكر يلعب في مصر وأمنها هطلب منكم تفويض تاني، وستكون هناك إجراءات أخرى ضد أي حد يعتقد أنه يعبث بأمن مصر، وبمخافش غير من ربنا وعلى مصر بس” زاعما أن حياته ثمن لاستقرار مصر، وأمن شعبها، قائلًا “أنا أروح والـ 100 مليون يعيشوا ويحفظنا كلنا، واللي عاوز يلعب بأمن مصر يخلص مني الأول، والكلام اللي من 7 سنوات مش هيتكرر تاني في مصر”.


هذا الاعتراف دفع د.عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية إلى التنديد به قبيل اعتقاله، قائلا في حواره مع قناة الجزيرة مباشر : ” لا توجد بيئة للعمل الديمقراطي بمصر في ظل النظام الحالي، والنظام “متخلف سياسيا”، مضيفا أن السيسي رجل عسكري ليس له خبرة بإدارة الدولة ولا يعقل أن تدار الدولة عن طريق السيسي ومدير مكتبه فقط موضحا أن السيسي ليس له أي تاريخ سياسي متسائلا ” كيف يقول السيسي إنه “غير سياسي” رغم أن منصب الرئيس هو قمة العمل السياسي؟”.

وتذهب دراسة مقارنة بعنوان ” مصر بين عهدين: مرسي والسيسي“، إلى أن سلطات الانقلاب لم ولن ترغب في ظهور أي قوة على الأرض تنافس تواجدها وسيطرتها على المشهد الذي ظهر بوضوح مع ثورة 25 يناير بعد الإطاحة بالمخلوع مبارك، مؤكدة أن الانقلاب مهد الطريق لمعارضة شبيهة بأيام مبارك وأنتج قانونا للانتخابات أضعف الأحزاب خاصة مع غياب المعارضة ذات الوزن الثقيل كالإخوان المسلمين، ما أدى إلى ظهور أحزاب كـ”الفسيفساء ” لا تقوى على تشكيل معارضة قوية وتتماهي مع أصابع أقدام جنرالات الخراب.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *