الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / السيسي ضحى بـ”هؤلاء” فلماذا لا يضحي بأبنائكم؟

السيسي ضحى بـ”هؤلاء” فلماذا لا يضحي بأبنائكم؟

يقول المثل الدارج في مصر “لو كان صباعك عسكري اقطعه”.. هكذا يعطي المثل انطباعا عن حكم العسكر، خاصة في الأنظمة الفاشية، ومن بينها نظام الانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي لا يقبل شفاعة في أحد، ولا يعمل حسابا إلا لمصالحه الشخصية، وما دون ذلك فكل الناس ضحية لبطشه، سواء كان معارضا له أو مواليا.

ومع استمرار حكم الانقلاب العسكري على مدار خمس سنوات ماضية، أثبت نظام عبد الفتاح السيسي أنه لا يحمل أي جميل لأحد، حتى إنه قال ذلك شخصيا، خلال لقاء سابق بما يسمى بـ”يوم الشباب” في مايو 2014، وقال نصا: “ماحدش ليه جمايل علينا”.

اعتقال عنان وقيادات من العسكر

وأثبت عبد الفتاح السيسي أن كل من يختلف معه، ولو من باب النصيحة، وليس فقط يعارضه، هو تحت مقصلته، وطبق ذلك فعليا وبدأ باعتقال 23 قيادة عسكرية في الجيش المصري الذي يسيطر عليه ويتاجر بإنجازاته المزعومة، من الموالين لرئيس الأركان الأسبق الفريق «سامي عنان»، المحتجز أيضا، على خلفية إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية المزعومة التي جرت في مارس الماضي.

وأشرف جهاز المخابرات الحربية، على عملية الاعتقال في ذات اليوم الذي تم فيه اعتقال عنان، وتحويله للنيابة العسكرية بتهمة التزوير والتحريض ضد القوات المسلحة.

وتضم القيادات العسكرية المعتقلة، ضباطا من رتب رفيعة، بينهم 3 من قيادات المنطقة العسكرية الشمالية بمحافظة الإسكندرية، وتم إيداع الضباط المعتقلين في أحد مقار الاحتجاز التابعة للجهاز، وإخضاعهم لتحقيقات بشأن دعمهم لحملة عنان الانتخابية.

شفيق وقنصوة وجنينة

وكما تعرض «عنان» الذي استبعدته الهيئة الوطنية للانتخابات من الانتخابات، للاعتقال، تعرض الفريق أحمد شفيق حينما أعلن عن ترشحه لنفس الانتخابات للإقامة الجبرية، وترحيله من الإمارات والتهديد باعتقاله، ما دفعه للتنازل عن الترشح، كما تعرض العقيد أحمد قنصوة للاعتقال أيضا ومحاكمته عسكريا حينما توجه لإعلان ترشحه بالبدلة العسكرية.

ومن بين المعتقلين المستشار هشام جنينة، الذي أعلن ولاءه التام للسيسي، وقال إنه تحت أمر المشير، إلا أنه وبعد حديثه عن فساد الـ600 مليار جنيه في دولة السيسي، وإعلانه الوقوف مع حملة عنان للترشح، تم اعتقاله بعد عزله من منصبه كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات، ومحاكمته عسكريا بعد حديثه مع صحيفة أجنبية عن مستندات يمتلكها سامي عنان تدين عبد الفتاح السيسي وتآمره على الثورة وقتل الشباب.

الزند وتوفيق عكاشة

وفي 2015، تم عزل المستشار أحمد الزند، وزير العدل الأسبق، حينما صرح بتصريح غير مدروس، قائلا: “لو النبي هاعتقله”، الأمر الذي أثار الرأي العام، وتم عزله رغم ولائه الشديد للسيسي، بل عدم ظهوره في أي وسيلة إعلامية.

وبعد الزند تم اعتقال توفيق عكاشة حينما قام باستضافة السفير الإسرائيلي في منزله في الشرقية، ومحاكمته، وحبسه، ومنعه من الخروج على أي وسيلة إعلامية، بل وتم طرده من مجلس النواب.

مخابرات العسكر

بل إن السيسي قام بتصفية جهاز المخابرات العامة بإقالة كل رؤسائه السابقين بعدما شك في انتمائهم، وأصدر في عهد مدير المخابرات المعزول خالد فوزي، 18 قرارا جمهوريا بإحالة أكثر من 200 ضابط وموظف كبير للمعاش أو للعمل الإداري في جهات أخرى، من بينهم بحسب المصادر، المسئولون عن ملفات الحركات الإسلامية وجماعة “الإخوان” والتواصل مع حركة “حماس” والشئون السودانية والإثيوبية، في إطار “تطهير” الجهاز من فلول مدير الجهاز الأسبق عمر سليمان، والمشكوك في ولائهم للسيسي شخصيًا.

إقالة المجلس العسكري كاملا

وبتتبع حركة التنقلات التي قام بها السيسي داخل المجلس العسكري منذ عام 2013، عمل السيسي على الإطاحة بهم دائمًا، إما بالإقالة أو التعيين في الوظائف المدنية، أو الترقية لمساعد وزير دفاع، وهي نوع من الاستغناء الشرفي، وعلى رأسهم الفريق محمود حجازي، مدير المخابرات الحربية السابق، والذي تم تعيينه رئيسًا للأركان، ثم إقالته رغم أنه صهر السيسي، ومن بين هؤلاء أيضا:

1- اللواء محمد العصار، سفير الجيش لدى الولايات المتحدة ومسئول اتفاقيات التسليح، وتم تعيينه في منصب مدني، وهو حاليًا وزير الإنتاج الحربي.

2- الفريق أسامة الجندي، قائد القوات البحرية سابقًا، وكان مسئولًا عن احتجاز الرئيس مرسي في قاعدة بحرية، وتم تعيينه نائبًا لرئيس هيئة قناة السويس الجديد.

3- الفريق عبد المنعم التراس، قائد قوات الدفاع الجوى سابقًا، وهو أقدم ضابط بالجيش المصري، وكان أقرب القادة لتولي قيادة الجيش، وتم تعيينه مستشارًا لرئيس الجمهورية للشئون العسكرية.

4- اللواء أركان حرب محسن الشاذلي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة سابقًا، وتمت إقالته، كما تمت إقالة اللواء توحيد توفيق، الذي عُين بدلًا منه، وتم تكليف اللواء وحيد عزت.

5- اللواء أركان حرب أحمد أبو الدهب، رئيس هيئة التنظيم والإدارة سابقًا، وهو الآن مساعد وزير الدفاع.

6- اللواء أركان حرب أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني سابقًا، وكان مديرًا لهيئة التسليح، وكان أحد المرشحين لمنصب وزير الدفاع، وهو حاليًا مساعد وزير الدفاع.

7- اللواء أركان حرب جمال إسماعيل، رئيس هيئة الإمداد والتموين سابقًا، وتم تعيينه مديرًا للكلية الحربية.

8- اللواء أركان حرب عبد المحسن موسى، رئيس هيئة التسليح سابقًا، وتمت إقالته.

9- اللواء أركان حرب طاهر عبد الله طه، رئيس الهيئة الهندسية سابقًا، وتم تعيينه مساعد وزير الدفاع.

10- اللواء أركان حرب محمد أمين، رئيس هيئة الشئون المالية سابقًا، هو حاليًا مساعد وزير الدفاع.

11- اللواء مدحت غزي، رئيس هيئة القضاء العسكري، وتمت إقالته.

12- اللواء أركان حرب محمد الشحات، قائد الجيش الثاني الميداني، وهو حاليًا مدير إدارة المخابرات الحربية.

13- الفريق أركان حرب أسامة رشدي عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني سابقًا، ورئيس القيادة الموّحدة لمنطقة شرق القناة، والمسئولة عن متابعة العمليات العسكرية في سيناء سابقا.

14- اللواء أركان حرب توحيد توفيق، قائد المنطقة المركزية العسكرية سابقًا، وتم تعيينه رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة.

15- اللواء أركان حرب سعيد عباس، قائد المنطقة الشمالية العسكرية سابقًا، وهو حاليًا مساعد رئيس الأركان.

16- اللواء أركان حرب يحيى الحميلي، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية سابقًا، وتمت إقالته.

17- اللواء أركان حرب مصطفى الشريف، مدير إدارة شئون الضباط سابقًا، وتم تعيينه رئيسًا لديوان رئيس الجمهورية.

وهذه المفارقة البسيطة توضح كيف أن السيسي لا يُشبه الرئيس الأسبق عبد الناصر؛ فأعضاء مجلس قيادة الثورة يتذكرهم التاريخ حتى الآن بمناصبهم الوزارية التي حصلوا عليها؛ بينما أعضاء المجلس العسكري تمت الإطاحة بهم في نشرة التنقلات الدورية التي تصدر عن القوات المسلحة كل ستة أشهر، هناك أيضًا دور للمخابرات العامة في تلك القصة.

وجدير بالذكر أن أول من تمت الإطاحة به عقب عزل الرئيس مرسي، هو رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء محمد رأفت شحاتة، الذي تمّ عزله بعد يومين فقط من أحداث 3 يوليو  2013، وبدأت بعدها سلسلة من اللواء أحمد وصفي، واللواء محمد العصار مهندس صفقات الجيش، وأحمد علي المتحدث العسكري الأسبق.

وبعد كل هذه المسلسلات من التصفية للقريب والبعيد من عبد الفتاح السيسي، يتبقى السؤال الأهم لكل مؤيدي السيسي بعد اعتقال أسامة الغزالي حرب: “لماذا لا يعتقل السيسي أبناءكم مقابل كل كلمة على “فيس بوك” لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد أطاح السيسي بكل مؤيديه قبل معارضيه ليبقى هو وحده”؟

ويقول الكاتب وائل قنديل: “يعلم الجميع، وأولهم أسامة الغزالي حرب، أن شادي الغزالي حرب، المحبوس ظلما ١٥ يوما، ليس إرهابيا.

وتابع “هل يمكن للسيد أسامة الغزالي حرب أن يستقيل من مجلس حقوق الإنسان، احتجاجا على إهدار حقوق إنسان، هو بالمصادفة ابن أخيه؟”

فيما قال حازم عبد العظيم، مدير حملة السيسي السابق والمنقلب عليه حديثا: “هل ما زال د.أسامة الغزالي حرب، عم المعتقل د. شادي الغزالي حرب، رئيسا للجنة العفو الرئاسي؟!! هل أنت سعيد يا د.أسامة وأنت قضيت حياتك كلها أستاذا في العلوم السياسية تتكلم عن مبادئ الليبرالية وحرية الرأي والتعبير؟!”

وكانت نيابة أمن الدولة العليا المصرية قد قررت، الإثنين، حبس الناشط شادي الغزالي حرب 15 يوما على ذمة التحقيقات، في اتهامات موجهة له، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، حسب ما أفاد به محامون.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *