الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / إعلاميو السيسي.. كيف أصبحوا أثرياء؟

إعلاميو السيسي.. كيف أصبحوا أثرياء؟

المذيع عمرو أديب في تغريدة له عن قيامه بدفع خمسة ملايين جنيه (284 ألف دولار) عن مجمل أجره للعام السابق.

ويدفع المهنيون خمس أجورهم ضرائب؛ مما يعني أن مجمل دخل أديب في العام الفائت نحو 25 مليون جنيه (مليوناً و413 ألف دولار). وافتتح أديب مشروعات استثمارية من نتاج عمله مذيعا؛ إذ لديه سلسلة مقاه راقية تسمى” كواي”.

ويمثل أجر عمرو أديب كمذيع أربعة آلاف ضعف مرتبه الذي كان يحصل عليه منذ أقل من عشرين عاما، حينما كان يعمل بمؤسسة شقيقه الأكبر عماد أديب، رئيساً لتحرير مجلة آدم اليوم الصادرة عن المؤسسة.

قفزة صاروخية
ويذكر الصحفيون العاملون بالمؤسسة -التي كانت تصدر عدة صحف ومجلات- كيف قفز عمرو من مجرد محرر مبتدئ، ليتولى عدة مناصب قيادية بالمؤسسة لمجرد أنه شقيق عماد أديب.

وكان اسم عمرو يوضع على الصحيفة كرئيس تحرير تنفيذي للعدد الأسبوعي لجريدة العالم اليوم الاقتصادية، التي كانت تصدر عن المؤسسة دون مهام حقيقية ينفذها، وذلك لكي يكون هناك مبرر أمام المساهمين بالمؤسسة لحصول عمرو على أجر كبير منها، ولم يكن يتعدى خمسة آلاف جنيه حينها (284 دولارا).

عمرو أديب انتقل بسرعة من محرر مبتدئ إلى رئيس تحرير تنفيذي ومذيع نجم (مواقع التواصل الاجتماعي)

وفي إحدى حلقات برنامجه اليومي مؤخرا، قال عمرو أديب إن عشرين ألف جنيه لا تكفي للمعيشة، في حين كان المواطن حمادة مصطفى يجلس أمام الشاشة مستفزا، بعد يوم مرهق في المحكمة ومكتب محاماة مقابل ألفي جنيه شهرياً (114 دولارا)، ومطلوب منه أن تكفيه وأسرته.

وبينما يسكن حمادة مصطفى بشقة متواضعة من غرفتين وصالة بحي العمرانية الشعبي، بإيجار مؤقت يدفعه من راتب زوجته التي تعمل معلمة، دفعت زوجة عمرو أديب المذيعة لميس الحديدي مليوني جنيه و380 ألفاً (135 ألف دولار) ضرائب عن دخل العام الماضي البالغ 13 مليون جنيه (738 ألف دولار).

وانتقل عمرو من الجريدة لشبكة “أوربت” بتوصية من شقيقه عماد كذلك، ومنها إلى قناة “أون تي في” المملوكة لجهاز أمني، يتخذ شركة مدنية واجهة لملكية القناة.

تشابه البدايات
وتتشابه بدايات ومسيرة لميس مع زوجها، منذ بدءا معا بمؤسسة عماد أديب، فعقب زواجهما تجاور الاسمان على واجهة الجريدة بوصفهما رئيسي تحرير تنفيذيين.

وتتحول الصحفية نهى مرشد لقناة أخرى بمجرد ظهور الحديدي على الشاشة، فهي ظلت تعمل تحت رئاستها بالجريدة فترة طويلة، وذلك في وقت سعت فيه الحديدي لتحسين دخلها من الجريدة بالعمل مراسلة لقناة الجزيرة التي تسبها الآن.

تتذكر نهى كيف كانت الحديدي ترد على شكاوى المحررين من تأخر مرتباتهم بالشكوى هي الأخرى من أنها لم تتسلم راتبها، الذي كان يدور في حدود أربعة آلاف جنيه، وانتقلت للعمل مذيعة بالتليفزيون المصري، عقب اشتراكها باللجنة الإعلامية لحملة الرئاسة الأخيرة للرئيس المخلوع حسني مبارك.

وبقيت نهى تتابع قفزات الحديدي على سلم الشهرة والثروة، في حين تقبع هي في الجريدة بالساعات تنتظر قبض مرتبها -الذي لا يتجاوز نصف مرتب الحديدي منذ 15 عاماً- المتأخر شهورا عن موعده، ويغطي بالكاد نفقات انتقالها من وإلى الجريدة.

كانت الحديدي -حسب نهى- نموذجا للمرأة التي كافحت ونجحت، ولكن “فجاجة كلماتها حالياً على الشاشة بما يخالف الواقع المعيش لمعظم المصريين، يظهر أنها تحافظ على الملايين التي تحصل عليها مقابل تضليل البسطاء ذوي الدخول المحدودة”.

مذيع الأجهزة
أما المذيع المقرب للأجهزة الأمنية أحمد موسى، فنزح من إحدى قرى محافظة سوهاج (جنوبا) ليلتحق بجريدة الأهرام بالقاهرة، وترقى الرجل فيها بسرعة الصواريخ البالستية، عقب عمله مندوبا للجريدة لدى وزارة الداخلية، واتهمه زملاء له علنا بأنه “يعمل مندوبا للداخلية بالأهرام، بنقل أسرار رؤسائه وزملائه لأجهزة الأمن”.

 صحفيون مصريون تظاهروا مراراً ضد الانتقاص من حقوقهم وحرياتهم وإعلاميو السيسي خارج التغطية (الجزيرة)

كان مرتبه من الأهرام عاديا كمعظم زملائه، ويصل بالحوافز والمكافآت إلى نحو ألفي جنيه شهرياً (114 دولارا)، مع بعض المزايا الإضافية التي يحصلها من التوسط لتخليص رخص سلاح من الداخلية للمعارف بمقابل مادي أو بهدايا، قبل أن يلتحق قبل نحو 12 عاماً ببرنامج يومي بقناة أوربيت “كسنيد” لعمرو أديب.

ثم عمل موسى مذيعا منفرداً بقناة التحرير عقب ثورة يناير، ليستقر مذيعا رئيسيا بقناة صدى البلد. وسدد ستمئة ألف جنيه فقط (34 ألف دولار) ضرائب عن أجره للعام الماضي، مما يعني أنه لم يتقاض أكثر من ثلاثة ملايين جنيه في السنة (175 ألف دولار).

تهرب ضريبي
ويشكك متابعون في الرقم المعلن، إذ قدم إقرارا ضريبيا عن 2015 بثمانين ألف جنيه (4500 دولار)، مما أثار شك مأموري الضرائب في صحة الإقرار، ولما ناقشوه نهرهم وحاول الاعتداء عليهم، ثم شكاهم لوزير المالية.

خالد -وهو مأمور ضرائب بالجيزة- كان من متابعي أحمد موسى، لأنه يذيع أسرارا وتسريبات للسياسيين لا يحصل عليها سواه من وزارة الداخلية، وكان يصدق في البداية “الطنطنة باحترام مؤسسات الدولة، لكنه لم يحترم الدولة نفسها بعدم تقديم إقرارات ضريبية منضبطة”.

ويقول خالد إن ما دفعه موسى من ضرائب -لو صح الرقم المقدم- فإنه يساوي مئة ضعف المرتب الشهري له كمأمور ضرائب، و”مطلوب منه مقاومة إغراءات برشى ضخمة يقدمها له متهربون من الضرائب، لكي ينتقل من خانة الستر المعيشي لخانة الاستقرار المادي، في حين ينصحه موسى بالصبر على ارتفاع الأسعار، ويعظه بالوطنية، ثم يتهرب من أداء ما عليه للوطن”.

ويتحرك معظم هؤلاء الإعلاميين بحراسات مشددة، متجنبين الاحتكاك بالجمهور، كما ذكر الإعلامي عزمي مجاهد بإحدى التسريبات مع ضابط يلقنه التعليمات الإعلامية، حيث قال إنه “يتسلل خروجاً من جراج مدينة الإنتاج الإعلامي هروبا من لعنات الناس”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *