الرئيسية / المقالات / بلاد الظلم أوطانى! كتبه عزالدين الكومي

بلاد الظلم أوطانى! كتبه عزالدين الكومي

مصر التي حُبس بها ظلما يوسف عليه السلام، وتم تهديد نبى الله موسى عليه السلام بالسجن، كما قال الله تعالى عن فرعون في تهديده لموسى عليه السلام {لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}، وقد قال الشيخ كشك رحمه الله: “الظلم يلف الدنيا كلها ويبيت في مصر، حتى إن كلمة سجن لم تذكر فى القرآن إﻻ مرتين بخصوص نبى الله يوسف وموسى، عليهما السلام، فى مصر.

وقد تسبب النظام الانقلابى في انهيار منظومة العدالة في مصر، وإخضاع القضاء لسلطة قائد الانقلاب, مما أدى إلى إصدار أحكام مسيسة بصورة ليس لها مثيل في أي دولة من دول العام، كما قام النظام الانقلابى بتحصين مرتكبى الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، ولأن توجيهات قائد الانقلاب، في إحدى الندوات التثقيفية لعسكر كامب ديفيد، والتى وعد فيها ضباط الجيش والشرطة بأن “الضابط إللى هيضرب أو هيقتل أي حد مش هيتحاكم”، وبالتالي فإن مرتكبي جرائم القتل من ضباط الجيش والشرطة والموظفين الرسميين مطمئنون من الإفلات من العقاب.

حتى إن عدد القتلى خارج إطار القانون بلغ أكثر من 3152 حالة قتل، من بينهم أكثر من 600 حالة لوفيات بالسجون وأماكن الاحتجاز، بسبب الإهمال الطبي ومنع الأدوية عن المرضى، وتصفية مباشرة لأكثر من 480 حالة، مع التوسع في ممارسات التعذيب باستخدام الضرب والتعليق والصعق بالكهرباء والاغتصاب.

واللافت أن جرائم النظام الانقلابى لم تكن فقط بحق الرجال، ولكنها طالت الأطفال، فقد تم اعتقال عدد من الأطفال منذ أحداث يونيو 2013، بلغ عددهم أكثر من أربعة آلاف، منهم 435 ما زالوا قيد الاعتقال، تعرّض معظمهم للتعذيب والضرب المبرح داخل مراكز الاحتجاز.

كما أن تجاوزات داخلية الانقلاب بحق الأطفال المعتقلين ليست حالات فردية، وإنما تأتي في إطار منهجية متبعة على مستوى الجمهورية، وأن النيابة العامة تتعامل في معظم الحالات خارج إطار قانون الطفل.

وهناك جرائم اغتصاب تعرض لها أطفال داخل دور الرعاية، تحت سمع وبصر النيابة العامة، مثل دور الرعاية بكوم الدكة والمرج وغيرهما، فضلا عن جرائم الإيذاء البدني.

كما نالت نساء مصر نصيبًا وافرًا من الاعتقال والإخفاء القسرى والاغتصاب، حيث قامت سلطات الانقلاب منذ أحداث الثالث من يوليو 2013 التي انقلب فيها العسكر على الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسي، باحتجاز ما يزيد على ألفى امرأة، ما زال منهن 62 سيدة وفتاة خلف القضبان، بجانب مقتل تسعين أخريات.

كما أن السلطات الانقلابية احتجزت هؤلاء السيدات على خلفية تهم وقضايا ملفقة من الأجهزة الأمنية، كما ارتكبت السلطات الانقلاب أكثر من عشرين جريمة اغتصاب ضد النساء في السجون والمعتقلات وأماكن الاحتجاز.

وقد لجأت السلطات الانقلابية إلى تهديد النساء والفتيات المحتجزات بهتك العرض والاغتصاب؛ لإرغام البنات وذويهن على الاعتراف بجرائم ملفقة، ولم تنجُ المعاقات من الاحتجاز، كما حدث مع المعتقلة إسراء الطويل التي جرى توقيفها من الشارع ثم اعتقالها.

ولم تكتف السلطات الانقلابية بهذا الكم الهائل من الجرائم ضد المرأة، بل مارست كل صنوف التعذيب والموت البطيء والإهانة بحق أمهات المعتقلين وأخواتهن وبناتهن، فقد توفيت قبل يومين أم المعتقل المحكوم عليه بالمؤبد، محمد شوكة، وهو من ضمن المعتقلين في سجن وادي النطرون، وكانت آخر كلماتها التى نطقت بها في المستشفى: “أنا حاسة إنى هموت، بس كان نفسي أشوف محمد ابني”.

هذه المرأة الصابرة المحتسبة وهى عائدة من زيارة ابنها سقطت على الأرض، وهى فى طريق عودتها لمنزلها، ومنذ ذلك اليوم وهي فى المستشفى بالعناية المركزة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وهكذا رحلت أم محمد بعد أن قضت سنوات عمرها الأخيرة ما بين أقسام الشرطة والسجون والمعتقلات، تلهث خلف ابنها الوحيد، على الرغم من مرضها وكبر سنها، لكنها لم تترك جلسة أو زيارة لولدها، وكانت ترد دائما: “أنا هاموت قبل ما محمد يطلع”.

ها هي قد رحلت أم محمد إلى ربها تشكو ظلم المجرمين، كانت أمنيتها الوحيدة أن ترى ابنها، لكنها ذهبت إلى خالقها قبل أن تكتحل عينها برؤية ولدها الوحيد!.

وكما يقول الشيخ كشك رحمه الله: تسعة أعشار الظلم في مصر، والعُشر الأخير يجوب العالم نهارا، ويبيت ليلته في مصر. ويقول الشيخ كشك: لو قسم الظلم إلى مائة جزء لكان فى مصر تسعة وتسعون جزءًا.

إذا جـار الوزيـر وكاتبـاه، وقاضي الأرض أجحف في القضاءِ، فويـلٌ ثمّ ويـلٌ ثـمّ ويـلٌ لقاضي الأرض من قاضي السّماءِ!.

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *