الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / تركيا تحذر أمريكا من وصول “الخلافات” بينهما لنقطة “اللاعودة”

تركيا تحذر أمريكا من وصول “الخلافات” بينهما لنقطة “اللاعودة”

حذرت الحكومة التركية نظيرتها الأمريكية من خطورة “القوة الأمنية الحدودية” التي تخطط واشنطن لتشكيلها شمالي سوريا بقيادة قوات “سوريا الديمقراطية”، في حين أكدت الخارجية الأمريكية أن كل نشاطات واشنطن مع القوات الكردية تتعلق بالوضع الداخلي لسوريا.

وجاء التحذير على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي تحدث على هامش أعمال الاجتماع الوزاري الدولي، حول الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، في مدينة فانكوفر الكندية، مساء الثلاثاء.

وعقب لقاء جمعه بنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، على هامش الاجتماع الوزاري، قال أوغلو إنه نقل للوزير الأمريكي بكل وضوح مخاوف تركيا من تشكيل تلك القوة، مضيفاً: “تشكيل قوة كهذه أمر من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأمريكية بشكل لا رجعة فيه”.

ووفقاً لوكالة “الأناضول” التركية، فقد أوضح أوغلو لنظيره الأمريكي أن هناك مشكلتين رئيسيتين تلحقان الضرر بالعلاقات الثنائية، وهما “دعم الولايات المتحدة لتنيظم وحدات حماية الشعب الكردي، ورفض واشنطن إعادة فتح الله غولن”.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب، وتنظيم فتح الله غولن، جماعتين إرهابيتين وتتهم غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في يوليو 2016.

وأضاف الوزير التركي: “بالإضافة لهاتين المشكلتين قلت لتيلرسون بشكل واضح وصريح، إن الوضع خطير للغاية ويعرض علاقاتنا للخطر بشكل كبير لا يمكن الرجوع فيه”.

من جهته شدد وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون على “ضرورة عدم اعتماد تركيا على الأخبار التي تنشرها الصحف بشأن التحركات الأمريكية في سوريا”، وهو ما أجاب عنه أوغلو بالقول: “إنها ليست تصريحات صحف فقط وإنما هي تصريحات مسؤولين أمريكيين”.

وتابع أوغلو: “قلت له إننا لا نرغب في وصول علاقاتنا لهذه الدرجة، لكن إذا حدث ذلك فسيكون هناك مقابل خطير جداً”.

وجدد الوزير التركي تأكيد أن بلاده سترد على الهجمات التي يشنها “إرهابيو” هذه التنظيمات (سوريا الديمقراطية، وحدات حماية الشعب) الموجودون في عفرين، ضد القوات التركية في إدلب، وضد جنودها في منطقة درع الفرات، وضد عناصر الجيش السوري الحر، وأيضاً تلك التي تستهدف تركيا.

واستطرد قائلاً: “شددنا على ضرورة عدم معارضة أية جهة لما ستقوم به تركيا في هذا الشأن، فالتدابير التي نعتزم اتخاذها بحق هذين التنظيمين لن تكون مقتصرة على عفرين فحسب، فهناك منبج وشرقي الفرات أيضاً”.

ولفت الوزير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفِ بوعودها السابقة بشأن عدم دعم قوات سوريا الديمقراطية، مذكراً بتصريح سابق للولايات المتحدة قالت فيه إن هذه القوات ليست شريكاً استراتيجياً.

ووجه أوغلو حديثه للأمريكيين قائلاً: “ما دام ليس شريككم الاستراتيجي، فلتكفوا عن تقديم الدعم له، واستعيدوا الأسلحة التي منحتموها له”، مضيفاً: “قالوا لنا من قبل إن لديهم الأرقام التسلسلية لتلك الأسلحة، وإنهم سيجمعونها مرة ثانية”.

وأكد وزير الخارجية التركي أن لدى بلاده الكثير من الأسباب التي تجعلها تشك في استعادة الأسلحة، ومنها أن الإدارة الأمريكية لم تف بوعودها في منبج، ولا بتلك المتعلقة بمدينة الرقة السورية.

وفي السياق، لفت أوغلو إلى أنه التقى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، مساء الاثنين، وقال إنهما تناولا الأزمة السورية، ومسألة الوحدات الأمنية الحدودية، والعملية العسكرية التركية المرتقبة في عفرين.

وأضاف: “وزير الدفاع الأمريكي طلب منا عدم تصديق الأخبار التي تنشر بخصوص تكوين جيش شمالي سوريا، وشدد على أنه يتابع الأمر بنفسه، وسيبقى على اتصال معنا”.

وأشار الوزير التركي إلى أنه جدد لوزير الدفاع الأمريكي التأكيد أن تشكيل مثل هذه القوات “من شأنه الإضرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين بشكل كبير”.

من جهتها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، الثلاثاء، إن “كل نشاط نقوم به مع قوات سوريا الديمقراطية يتعلق بالشأن الداخلي لسوريا”.

وخلال مؤتمر صحفي حول سوريا، اعتبرت ناورت أن تركيا “دولة مهمة ولها قيمة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.

وأضافت: “سبب تواجد الولايات المتحدة الأمريكية بسوريا هو القضاء على تنظيم داعش الإرهابي”.

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي تقوده واشنطن، العقيد ريان ديلون، قال إن واشنطن بصدد تشكيل قوة أمنية حدودية شمالي سوريا، قوامها 30 ألف مسلح، بقيادة “قوات سوريا الديمقراطية”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *