الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / رسالة عن محكوم بالإعدام يؤدي امتحاناته بالمعتقل

رسالة عن محكوم بالإعدام يؤدي امتحاناته بالمعتقل

تداول نشطاء التواصل الاجتماعى رسالة لطالب الجامعة البريطانية أيمن على موسى القابع فى سجون العسكر منذ أكتوبر 2013، ترصد أحد المشاهد المؤثرة بعد لقائه بطالب الثانوية العامة عبد الرحمن الشرقاوي الصادر بحقه قرارا بالإعدام مؤخرا.

المشهد الذى صورته الرسالة كشف عن طرف من المأساة التى يتعرض لها الآلاف من شباب مصر الأحرار القابعين فى سجون العسكر منذ الانقلاب العسكرى الدموى الغاشم، حيث اختتمها بسؤال وجهه أيمن للجميع قائلا: إلى متى يظل حال الشباب هكذا؟

نص الرسالة

أنتظر.. كالعادة..
منذ أربعة أعوام أنتظر..
أنتظر زيارة.. نقض.. امتحانات.. ترحيلة.. دوري في الحمام.. دوري في لعبة ما.. حتى الخروج أنتظره..
اليوم أنتظر اسمي لكي أؤدي امتحاني.. وجاء.
لم أكن أعلم أني سأراه اليوم!

ذهبت للامتحان في قاعة المسرح وعقلي يتزاحم بالمصطلحات والمقارنات التي لم أكن أفهمها بعد لكني حفظتها هكذا.. وعندما وصلت للمسرح وجدته أمامي!

لأول مرة أراه بعد الحكم عليه، لو كنت أعلم أني سأراه لظللت في زنزانتي طوال اليوم، كان الطلبة يتزاحمون ليسلموا عليه وأنا أنظر إليه من بعيد، لا أصدق ما تنقله عينيّ لعقلي.. تلاشت كل الأفكار من عقلي، وأصبح فارغًا.. أخذتني رجلي إليه شيئًا فشيئًا دون أن أشعر، حتى وجدتُني أمامه!

رأيته يبتسم.. أعرف هذه الابتسامة التي تخفي وراءها أشياء كثيرة، لا يعرفها سواه، ولن يعرفها سواه، ولا أريد أن أعرفها، ولم أكن أريد له أن يعرفها..
لكن.. لكن هذا ما حدث، حكم عليه بالإعدام ولبس البدلة الحمراء ورأيته في الصُحُف.. الحكم لا يليق على وَجهه البريء.

لم نكن نصدق ما قرأناه وقتها.. آنذاك، لكنه الآن أمامي غارقاً في بدلته الحمراء!
انمحي كل ما في عقلي وظهرت بعض الذكريات القليلة سويًا قبل الحكم عليه، وهو معنا في زنزانة الطلبة بزيِّه الأبيض.. حينذاك، ينتظر امتحانه مثلنا.. الآن هو ينتظر أن يُعْدَّم.. هكذا!!

سلمت عليه، لم يخرج من فمي كلمة سوى “هخلَّص امتحان وأجيلك”.
فماذا ينبغي عليَّ أن أقول في مثل هذا الموقِف؟!

أظنه شَبِع من حكاوي الأمل والصبر، فقررت أن أقبله في رأسه وأذهب بعيدًا عنه دون أن أتكلم كلمة زائدة.
جلست أمام ورقة الامتحان بذاكرة فارغة.
أبحث عن كلمة لها علاقة بالمنهج .. فلا أجد سوى صورته في ذهني.

اختلست نظرة ناحيته فوجدته واقفا ببدلته الحمراء، وبجانبه عسكري مجند بزيه الميري الأسود، وبينهما طالبا يرتدي الأبيض ويتحدث معه.. (علم مصر) أمام عيني بأعمار الشباب وأرواحهم!

بكيت بلا دموع، فدموعي جفت وقلبي تحَجَّر.. حاولت حل الامتحان، لكن عقلي توَقَّف عن العمل.. ما الذي يحدث من حولي؟!
وإلى أين نحن ذاهبون؟!
وإلى متى يظل حال الشباب هكذا؟!!

“أيمن علي موسى”

#الحريه_لعبد_الرحمن_الشرقاوي
#الحريه_لايمن_علي_موسى
#الحريه_للمعتقلين

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *