الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / أحدثهم “الأسواني”.. كيف لدغت “الأفعى” الجميع؟

أحدثهم “الأسواني”.. كيف لدغت “الأفعى” الجميع؟

لا تتوقف فاشية قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي عند الإسلاميين الذين زج بهم في المعتقلات، ولكن امتد القهر ليشمل كافة رموز المعارضة بمختلف ألوانها السياسية، كما لم تكتف فاشية السيسي بالتنكيل خارج المؤسسة العسكري، بل امتدت للجيش نفسه، ولاحقت رموز عسكرية قامت بعزلها من مناصبها مثل اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني، ومن قبله الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق.

السيسي، أيضا، عزل كل قيادات المجلس العسكري الذين استقوى بهم على الرئيس محمد مرسي، حينما قام بالانقلاب عليه، فضلا عن الإطاحة بكافة رجال المخابرات العامة، وكل من لا يثق فيه السيسي، ليقف في نهاية المشهد يعلنها على المصريين قائلا: ” أنا ربكم الأعلى”.

ليس له صديق

ومع الانقلاب العسكري وتخطيط مخابرات السيسي للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، تسابقت رموز العمل السياسي في مصر من الكارهين للتيار الإسلامي في خدمة هذا الانقلاب، وعملوا على الحشد ضد الرئيس، ظنا منهم أنهم سيحصلون على نصيب الأسد في تورتة الانقلاب، إلا أن جزاء سنمار كان ينتظرهم، وفتح السيسي سجونه لاعتقال كل من يناوش نظامه ولو تلميحا، كما فتح الباب لكل من شارك في ثورة يناير، أو تفوه بكلمة ضد حكم العسكر خلال هذه الثورة.

ومن بين المغدور بهم من نظام السيسي الأديب والروائي علاء الأسواني، الذي كشف عن احتجازه اليوم السبت، الموافق 6 من يناير 2018، من قبل إحدى الجهات الأمنية بمطار القاهرة .

واضاف “الأسواني” في تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر” : “تم احتجازي في مطار القاهرة بواسطة أمن الدولة”.

وأكمل في تغريدة باللغة الإنجليزية: “تم القبض علي في مطار القاهرة لأسباب سياسية”، إلا أنه عاد وغرد مصرحا بأنه تم الإفراج عنه وأنه استطاع أن يستكمل رحلته للسفر خارج مـصـر بعد احتجازه داخل مطار القاهرة.
واضاف “الأسواني” في تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر”: “بعد ساعتين من المضايقات وتفتيش إضافي للحقائب. تركوني أسافر..شكرا لكل من تضامن”.

كما تعامل نظام السيسي مع علاء الأسواني، تم التعامل أيضا مع غريمه الفريق أحمد شفيق لإعلانه الترشح لمسرحية الرئاسة المقبلة، فكل من شفيق والأسواني كانا يتناطحان إبان الثورة على الهواء مباشرة، وجه لهم السيسي العين الحمراء، ولم يفرق بين عسكري ومدني، ليعلن السيسي أنه “مالوش عزيز”.

حتى محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، الذي أطاح به نظام السيسي من برلمان العسكر حينما سأل عن معاشات العسكر، ناشد السيسي بعد التنكيل بالكل بضرورة فتح الباب أمام المعارضة بعد أن اختفت أصواتها الحقيقية وسيطر على المشهد السياسى وجوه واحدة بأفكار واحدة تحمل رسالة واحدة.

يلدغ كالأفعى

يعرف السيسي بخبثه ومكره، فبالرغم من أنه وجد نفسه، مع 18 قائدًا بالجيش المصري، في بؤرة الأحداث والأضواء، عقب نجاح ثورة 25 يناير في الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك، والقضاء على أحلام نجله جمال في التوريث، وتولي المجلس العسكري الحكم في 11 فبراير 2011.ورغم أنّ بعض أعضاء المجلس صاروا في دائرة الأضواء، ومنهم المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع أنذاك، والفريق سامي عنان، واللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية العسكرية السابق، واللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، واللواء محمد العصار، واللواء ممدوح شاهين، إلا أنّ السيسي وبحكم منصبه رئيسًا للمخابرات العسكرية وقتها، فقد كان يخطط للتخلص من كل القادة العسكريين الذين كانوا موجودين أيام الثورة، وهؤلاء الذين شاركوه الانقلاب على الشرعية.

وكما غدر السيسي بالمعارضة ورموز العمل السياسي غدر السيسي بالشعب المصري نفسه، وأظهرت التسريبات أن السيسي رغم ما يبديه من تصريحات تدعو إلى الحنو على فقراء الشعب المصري، إلا أن الواقع أثبت أنه لا يعرف الفقراء، وأن كل الإجراءات التقشفية لابد أن تبدأ وتنتهي عند هؤلاء الفقراء. وكان على رأس إجراءاته أن يدفع المصريون ثمن كل خدمة يحصلون عليها. والإلغاء التدريجي للدعم.

وقال في تسريب صوتي له: “لا يمكن أن تدفع الدولة في هذه الظروف 107 مليارات جنيه دعمًا للطاقة و17 مليارًا دعمًا للخبز، ولابد للمواطن أن يدفع 67 جنيهاً قيمة الانبوبة”. وألمح إلى ضرورة تخفيض الرواتب، مشيرًا إلى أن ألمانيا وجنوب السودان وجنوب أفريقيا خفضوا المرتبات 50% ولم يتحدث احد من الشعب”.

لا شيء من دون ثمن عند السيسي، ولكي يحصل المصري على الأمن والنظافة يجب عليه أن يدفع. وقال في تسريب له: “أنا لو حكموني على موضوع التليفونات ده هخلي اللي بيتصل بالتليفون يدفع، واللي بيسمعه يدفع، عشان الناس طول اليوم بتتكلم في التليفون”. وأضاف: “بالنسبة للي بيتكلم عن الأمن والنضافة، هتدفع؟ هوريك اللي مشوفتوش طالما هتدفع، إنما ببلاش؟ انا معرفش حاجة إسمها ببلاش، وانا بتكلم بجدـ ولازم يا مصريين تتعودوا، تاخد خدمة تدفع تمنها”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *