الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / مساجد غزة على خطى “صلاح الدين”.. صلاة الفجر كـ الجمعة

مساجد غزة على خطى “صلاح الدين”.. صلاة الفجر كـ الجمعة

قبيل صلاة الفجر، ينطلق عشرات الشبان في شتى أنحاء غزة، يرددون نداء الحق” الصلاة خير من النوم”، حتى ضج القطاع بالذاكرين وقت السحر.. هذا المشهد انطلق ضمن حملة “صلاة الفجر كصلاة الجمعة” في شتى مساجد القطاع ولاقت استجابة منقطعة النظير.

وتشهد  صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للمساجد الكبرى، تنافسا محموما بينها حول المصلين، الذين اقترب عددهم في بعضها (المساجد) من صلاة الجمعة.

تصويب البوصلة

ورغم حالة القهر والحرمان والحصار التي يعيشها أهالي قطاع غزة منذ أكثر من 11 عاما، لم يتردد الناس في الاستجابة لهذه الحملة، سعياً لاستمطار رحمات وفرج الله عليهم، كما يؤكّد ذلك إمام مسجد عبد الله عزام محمد أبو سعدة.

ويشعر “أبو سعدة” بالنشوة والسعادة الغامرة لاستجابة الناس وتفاعلهم مع هذه الحملات خاصة في مسجده، يقول: “مسجدنا كان يشهد من 3 إلى 4 أسطر في صلاة الفجر بعدد 200 إلى 250 مصليا، فيما وصل الآن بعد حملة مكثفة لصلاة الفجر استهدفت محيط المسجد فقد تجاوز عدد أسطر المصلين 12 سطراً بعدد يقارب الألف مصلٍ”.

وانطلقت حملات الفجر في عدد كبير من مساجد قطاع غزة، قبل شهر تقريباً، “إذ تنافست تلك الحملات فيما بينها حتى أصبح كل مسجد يمتلئ بصفوف المصلين كما لو كانت صلاة الجمعة، وهذا مؤشر نصر وبركة للأمة عامةً ولقطاع غزة بشكل خاص”، يقول أبو سعدة.

وسائل الحملات

ويشرح جهاد مصبح، أحد القائمين على تلك الحملات، عن آلية إدارتها قائلا: “تبدأ بالمبادرة بالإعلان عنها أمام المصلين في المسجد، وعبر وسائل التواصل، وصولا إلى تشكيل الفرق لإيقاظ الناس”.

فيما يؤكد ذلك الداعية أبو سعدة، الذي أكّد أنّ مسجدهم نظم جولات دعوية لجموع الناس حول المسجد، وذلك بتقديم كلمة وعظية قصيرة وتذكير الناس بصلاة الفجر.

ويؤكّد مصبح، أنّ إدارة مسجدهم كلّفت فريقا منظما من الشباب المنبهين والمذكرين قبيل الفجر بربع ساعة، فيما يحمل شبان آخرون سماعات صغيرة على درجات نارية، تتجول حول منطقة المسجد لإيقاظ الناس قبل الأذان بوقتٍ قصير.

ويتمنى كثير من الدعاة في غزة أن تتواصل صلاة الفجر بهذا الدافع، لكنهم اشترطوا أن تتركز على ضرورة صناعة الحافز الداخلي والابتعاد عن المظاهر.

أهداف الحملة

إلى جانب استمطار رحمات الله والطابع الإيماني لحقيقة الحملة، إلا أنّ الداعية “أبو سعدة”، يشير إلى أنّ أبرز أهداف تلك الحملات، هو إدراك الناس أنّ صلاة الفجر “مؤشر النصر الحقيقي وقت النزال مع العدو” كما يقول.

وخاض قطاع غزة ثلاث حروب مع العدو الصهيوني كان أشرسها في عام 2014 والتي استمرت 51 يوماً، وتمكنت خلالها المقاومة الفلسطينية من أسر عدد من الجنود الصهاينة، وكسر شوكة الاحتلال بتحقيق معادلة توازن الرعب.

واستدل الداعية الفلسطيني، في حديثه على ذلك، تجهيز القائد صلاح الدين الأيوبي، لجيشه بحثهم على صلاة الفجر، قبيل تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين، مبيناً أنّ هذا ما يحتاجه المسجد الأقصى منا في هذا الوقت العصيب.

ويعرب الشاب مصبح عن سعادته بمدى إقبال الناس على صلاة الفجر واستجابتهم وتفاعلهم المميز مع تلك الحملات، متمنياً أن تعم هذه الدعوة المساجد كافة داخل غزة وخارجها.

بوابة النصر

ويقول الداعية والخطيب سعد كريم، إنّ “النصر لن يأتي إلا إذا كان عدد المسلمين في صلاة الفجر كعدد المسلمين في صلاة الجمعة”؛ ويستذكر بمرارة  مقولة “جولدا مائير” – رئيسة وزراء “إسرائيل”: “سننتصر على المسلمين ما دام عدد المصلِّين في صلاة الفجر ليس كعدد المصلين في صلاة الجمعة”.

ويضيف كريم: “لم تأت هذه الكلمات من جولدا مائير اعتباطاً، بل لأنهم عملوا في استراتيجيتهم على إغراق أبناء الأمة في الشهوات وإلهائهم بكل وسائل الإلهاء لإبعادهم عن دينهم، حتى ينشغلوا بذواتهم ويتركوا حقوقهم ويسلموا لعدوهم”.

ويتابع: “من شاهد واقع الأمة وهوانها يعلم أن البداية إلى العزة والنصر يجب أن تكون من صلاة الفجر، لأنها براءة من النفاق، وتصقل النفوس على الصبر الذي يعدّ أهم سلاح في مواجهة أعداء الأمة”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *