الرئيسية / المقالات / لماذا يهاجم نتنياهو أردوغان؟ بقلم: د.عز الدين الكومى

لماذا يهاجم نتنياهو أردوغان؟ بقلم: د.عز الدين الكومى

سؤال يطرح نفسه: لماذا يشن بنيامين نتنياهو كل هذا الهجوم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متهمًا إياه بأنه يدعم الإرهابيين؟. وللإجابة عن هذا السؤال، نقول أولاً: إنه يجب على نتنياهو أن يكون آخر من يتكلم عن الإرهاب.

ثانيا: أن أول من مارس الإرهاب هى العصابات اليهودية الصهيونية فى فلسطين، على يد عصابات البلماخ والأرجون والإشترون وغيرها من العصابات الصهيونية التي مارست أبشع أنواع الإرهاب في فلسطين، والذى خلَّف وراءه آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى والمشردين، وما زالت دولة الكيان الصهيونى تمارس نفس الإرهاب حتى اليوم، تحت سمع وبصر العالم، وتقصف المدنيين وتهدم البيوت بالطائرات والدبابات الأمريكية والأوروبية، ولكن ترامب بعد كل ذلك يصف دولة الكيان الصهيونى بأنها واحة الديمقراطية، كما زعم فى خطابه، الذى أعلن فيه عن أن القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيونى، فمن ضمن ما قاله: إن دولة الكيان الصهيونى هى واحة الديمقراطية فى المنطقة العربية، ومما لا شك فيه أن هذه أكذوبة أمريكية قديمة طالما تم ترديدها، فالحقيقة أن الديمقراطية لا تقوم أبدًا على استعباد شعب آخر، واقتلاع أراضيه وهدم منازله ومصادرتها، ومنعه من حقه فى تقرير مصيره، وكذلك تصنف المواطنين حسب انتماءاتهم، كما أنها تطبق سياسة الفصل العنصرى بين الفلسطينيين والصهاينة، وتقيم جدارًا عازلا يمنع الفلسطينيين من حرية التنقل والحركة والسفر بل والعلاج، كما أن هناك طرفة أمريكية وردت ضمن خطاب ترامب، وهى من الأمور المضحكة التى ساقها ترامب فى خطابه، أن نقل السفارة إلى القدس سيكون مؤشرًا على نجاح عملية السلام، وهو أمر غريب حقًا؛ فنقل السفارة إلى القدس هو دليل على فشل عملية السلام، والسبب الرئيسى هو التحيز الأمريكى الواضح لمصلحة الصهاينة بغض النظر عن أى حقوق تاريخية للفلسطينيين، وأنا أتعجب من هذا الهراء، فكيف يكون ضياع القدس مؤشرًا على نجاح عملية السلام!، وربما هذا الذى جعل نتنياهو يتبجح ويتهم الرئيس رجب طيب أردوغان بأنه يدعم الإرهاب؛ لأن الرئيس التركى قال: إن جميع الفلسطينيين، بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، تمارس بحقهم سياسات جائرة وممنهجة من قبل السلطات الصهيونية، التى تستهدف تهجيرهم، وأن القدس هى خط أحمر بالنسبة للمسلمين، وأن تركيا لن تسمح بتنفيذ مخططات
تستهدف القدس، كما وصف الرئيس التركي دولة الكيان الصهيونى بأنها دولة احتلال وإرهاب، وأن الرئيس الأمريكي ترامب خالف قرارًا صادرا عن مجلس الأمن، سبق لبلاده التوقيع عليه، لكن ستبقى القدس نور عيوننا، ولن نتركها تحت رحمة دولة تقتل الأطفال.

لذلك قال نتنياهو، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في باريس: إن السيد أردوغان هاجم إسرائيل، أنا لم أعتد على تلقي محاضرات عن الفضيلة من زعيم يقصف قرى الأكراد في بلده تركيا، ويسجن الصحفيين، ويساعد إيران على الالتفاف على العقوبات، ويساعد الإرهابيين بما في ذلك في غزة ويقتل الأبرياء، كما زعم نتنياهو أيضا أن الولايات المتحدة تدفع عملية السلام بصورة جدية- واضح الجدية الأمريكية الترامبية- وسأعطي هذا فرصة، بأن أكون منفتحا على مبادرات ومفاوضات جديدة، وشكر نتنياهو ماكرون على إدانته للهجمات ضد الصهاينة– على حد زعمه- وقال: يوجد لدينا أمور مشتركة ونحن نقاتل معا ضد الإرهاب، وأنتم من الجهات المهمة في المنطقة، خصوصا في لبنان، وأنا لا أوافقك على كل شيء، لكننا نعمل على هذا، وسوف نستمر في محاربة الإرهاب، ولكنه عبر عن استيائه من ردود بعض الدول الأوروبية حيال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، فيما لم تدن ذات الدول إطلاق الصواريخ على إسرائيل، على حد زعمه. وقال إنه قبل إقلاع طائرته من مطار “بن غوريون”، سمعت أصواتا أدانت إعلان الرئيس ترامب التاريخي، ولكنني لم أسمع أصواتا أدانت إطلاق الصواريخ على إسرائيل والتحريض المروع ضدنا، وأنا أُولي أهمية كبيرة جدا لأوروبا وأحترمها، ولكن لن أقبل بمعاييرها المزدوجة، لست مستعدا لقبول هذا النفاق.

وألقى نتنياهو باللائمة على الفلسطينيين في عدم تحقيق السلام، قائلا: إنه عندما يستوعب الفلسطينيون حقيقة أن القدس عاصمة إسرائيل سيتحقق السلام، وأنه يعرض على عباس الجلوس والتفاوض على السلام، وأن هناك اتصالات سرية عديدة الآن بين إسرائيل ودول في المنطقة لا تربطها علاقات رسمية معنا!.

وهذه الدول لا تخفى أنَّ لها اتصالات سرية مع دولة الكيان الصهيونى، وعلى رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية، التى تبنت صفقة القرن وإنهاء القضية الفلسطينية!.

لكن الرد التركى على مزاعم نتنياهو جاء سريعًا، وعلى لسان الدكتور “إبراهيم كالن”، المتحدث باسم الرئاسة التركية، ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو، ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلاً: إنه على المسئولين الإسرائيليين أن ينهوا احتلال الأراضي الفلسطينية بدلًا من مهاجمة بلادنا ورئيسنا، ونحن ندين بشدة تصريحات نتنياهو؛ لأن إسرائيل التي تتجاهل القانون الدولي وتنتهك قرارات الأمم المتحدة بشكل ممنهج، ينبغي أن تُحاسب على أفعالها أولًا.

ولعل هجوم نتنياهو البائس على الرئيس أردوغان، يكشف معرفته بأن تركيا هى الخطر الحقيقى على دولة الكيان الصهيونى، وليست إيران أو حزب الله!.

 

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *