الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / ” نيويورك تايمز”: أبو ديس عاصمة بدل القدس مقابل أراض من سيناء.. مقترح بن سلمان لإنشاء دويلة فلسطينية

” نيويورك تايمز”: أبو ديس عاصمة بدل القدس مقابل أراض من سيناء.. مقترح بن سلمان لإنشاء دويلة فلسطينية

“دولة فلسطينية محدودة السيادة بدون القدس ،عاصمتها أبو ديس ، تمتد أراضيها إلى شبه جزيرة سيناء المصرية بإعتراف كامل بالقدس عاصمة لإسرائيل ، والإبقاء على معظم المستوطنات والتنازل عن حق العودة ” هذه هي بنود الاتفاق الذي زعمت صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يضغط  على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول به.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي أعدته آن برنارد وديفيد هالبنغر وبيتر بيكر، “أن  محمد بن سلمان، يريد أن يمنح إسرائيل ما لا يمكن أن يقبله قائد فلسطيني أو عربي، فما يريده قد يشعل انتفاضة جديدة”.

وأشارت الصحيفة إلى ان ما كشف من خطة بن سلمان ينسجم مع ما تسرب من معلومات حول “صفقة القرن” التي تروج لها الإدارة الأمريكية، وتتضمن هذه الخطة منح الفلسطينيين دولة لكن ليس على كل أراضي الضفة الغربية، وسيادة محدودة على مناطقهم، خطة تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بمعظم المستوطنات التي يصنفها العالم بغير القانونية، وتكون بلدة أبو ديس لا القدس الشرقية عاصمة لها، وخطة تسقط حق اللاجئين بالعـودة ، بحسب وكالة “معا” الفلسطينية.

ونقلا عن مصادر فلسطينية، عربية وأوروبية، فقد رفض الرئيس عباس الخطة السعودية الجديدة، ، خلال زيارته العاجلة للرياض في الشهر الماضي، وقال عنها إنها تخدم إسرائيل أكثر من أي مقترح قدمه رئيس أمريكي.

ومن بين هذه المصادر الواردة في التقرير عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، والشيخ حسن يوسف أبرز قادة حماس في الضفة الغربية المحتلة. كما تقضي الخطة السعودية بإقامة دولة فلسطينية ستكون متقطعة الأوصال وسيادتها منقوصة.وتنقل «نيويورك تايمز» عن مصدر لبناني قوله إن بن سلمان اقترح استبدال القدس بالبلدة المجاورة للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

ضم أجزاء من سيناء
وعوضا عن أراض في الضفة الغربية تستولي عليها المستوطنات تقترح السعودية ضم أجزاء من سيناء لقطاع غزة، وهذه فكرة سبق ورفضتها مصر. وحسب  المصادر المذكورة فقد أصيب الرئيس عباس بالصدمة والذهول والغضب من المقترح السعودي، خاصة أن الرياض قد هددته بأنه في حال عدم قبول الخطة خلال شهرين ستمارس عليه ضغوط كي يقدم استقالته لقائد “مقتدر آخر”.

وتشمل الخطة حسب المصادر المذكورة دعما ماليا سعوديا سخيا للسلطة الفلسطينية ولجيب الرئيس عباس شخصيا.

وقال مسئول لبناني رفيع المستوى، للصحيفة أن محمد بن سلمان ، عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مبادرة سلام جديدة تتضمن اختيار ضاحية “أبو ديس” المجاورة لمدينة القدس المحتلة، لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية ، بحسب “سبوتنيك” الروسية.

وقال المسئول اللبناني الذي رفض الكشف عن اسمه،ان المقترح السعودي الذي عُرض على عباس، أن تقوم دولة فلسطينية “منزوعة السلاح” بلا حق عودة للاجئين الفلسطينيين، وبدون ترابط بين أراضيها، وإبقاء غالبية المستوطنات على ألا تشمل التسوية مدينة القدس.

وأكدت مصادر فلسطينية وعربية مقربة من عباس وبن سلمان لـ”نيويورك تايمز”، كلام المسئول اللبناني مضيفة أن “عباس حصل على مهلة شهرين للقبول بالصفقة، وإلا فسيكون مجبراً على الاستقالة”.

من جانبه، نفى البيت الأبيض،نسبة هذه الخطة له، قائلاً إنَّ وضع صيغة نهائية لخطة السلام لا يزال يتطلَّب عدة أشهر، فيما نفت الحكومة السعودية تأييدها لهذه المواقف.

“أخبار كاذبة”
نقلت وكالة “معا” عن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قوله إن الأنباء التي تحدثت عن عرض من ولي العهد السعودي للرئيس محمود عباس بدولة دون القدس عاصمة لها غير صحيحة.

وفند المتحدث باسم الرئاسة الفلسطيني نبيل أبو ردينة هذه المعلومات، واصفا إياها بأنباء مزيفة، وشدد على أن الفلسطينيين لا يزالون ينتظرون الخطة الأمريكية.

وفي حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة نفى النائب الطيبي ما نسب له، وقال إنه قال فقط إن ما عرض على الرئيس عباس “غير ملائم”.

وأوضح الطيبي الموجود هذه الأيام في الولايات المتحدة للإذاعة الإسرائيلية ما نسب له، وقال إن المنشور في الصحيفة الأمريكية هو أنباء كاذبة .وتابع  قلت لصحيفة “نيويورك تايمز” إن مسؤولين أمريكيين طرحوا أفكارا بشكل مباشر لا يمكن أن تقبلها أي قيادة فلسطينية لفقدانها السيادة الفلسطينية الكاملة وتفكيكا للمستوطنات أو إنهاء الاحتلال.

كما قال الطيبي إن إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل سيفضي لتصفية كل إمكانية للتسوية، ويشكل إملاء سيرفضه الفلسطينيون بشكل مطلق. لافتا إلى أن السعودية والأردن حذرتا البيت الأبيض من الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل لأنه سيحطم المسيرة السياسية، باعتبار أن بيت المقدس خط أحمر.

بالمقابل ترجح مصادر إسرائيلية سياسية في حديث للإذاعة ذاتها بأن ترامب سيؤجل بعد غد وعوده الانتخابية بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. يشار أن موظفين في البيت الأبيض سبق وقالوا إن نقل السفارة هو مسألة وقت.

أكثر ولاء لإسرائيل
وذكرت الصحيفة أن مبادرة محمد بن سلمان هي الخطة الأكثر ولاء لإسرائيل من أي وقت مضى، وذلك في ظل أنباء عن عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في الأسبوع الجاري ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها من تل أبيب.

وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء بين الأمير السعودي والرئيس الفلسطيني جاء بعد أسبوعين فقط من زيارة كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنير إلى الرياض حيث بحث مع ولي العهد الخطة الأمريكية للسلام في الأراضي المقدسة، وذلك علما بأن كوشنير هو من يعمل على صياغة “صفقة القرن” بين إسرائيل والفلسطينيين.

وترجح “نيويورك تايمز” أن مقترحات بن سلمان جاءت خدمة ودعما للخطة الأمريكية بهدف نيل بن سلمان إعجاب البيت الأبيض، أو أن واشنطن استأجرت خدماته كي يمارس الضغوط على الرئيس عباس، أو من أجل القيام بعلاقات عامة لها من خلال طرح خطة سيئة تبدو من بعدها الخطة الأمريكية متطورة وسخية أكثر.

ولا تستبعد “نيويورك تايمز” أيضا أن الرئيس عباس ونتيجة لتراجع قوته يلمح إلى أنه يتعرض لضغوط سعودية، وذلك من أجل تبرير تليين موقفه في المفاوضات مع  إسرائيل مستقبلا.

بين هذا وذاك يتزامن الكشف عن الخطة السعودية الجديدة المذكورة مع التسريبات حول نية الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل غد الأربعاء، وهو إجراء يحذر منه الرئيس عباس وقادة عرب.

وأفادت الصحيفة بأن كشف الستار عن اقتراحات محمد بن سلمان هز المجتمع الفلسطيني والمنطقة، إذ يعتبرها مسؤولون في “فتح” و”حماس” غير مقبولة إطلاقا.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم “حماس” في الضفة الغربية حسن يوسف قوله إن الشعب لن يسمح للقيادة الفلسطينية بالبقاء إذا وافقت على أي من الشروط المطروحة.
وانتقد المتحدث صمت السلطة الفلسطينية إزاء هذه المقترحات وعدم كشفها عنها فورا.

ملتزمون بمبادرة السلام 
في غضون ذلك، نفى البيت الأبيض، على لسان المتحدث باسمه جوشوا رافائل، أمس وقوفه وراء هذه المبادرة، مؤكدا أنه لا علاقة لها بخطة السلام الأمريكية للتسوية الإسرائيلية الفلسطينية أو اتصالات واشنطن مع زملائها.

وأشار المسئول الأمريكي إلى وجود العديد من الادعاءات والافتراضات عديمة الصحة حول جهود البيت الأبيض، والأمر نفسه مع الأنباء عن هذه الخطة، حسب قوله.

من جانبه، شدد السفير السعودي لدى الولايات المتحدة خالد بن سلمان على تمسك الرياض بمبادرة السلام العربية كأساس للتسوية، واصفا الأنباء الواردة بالكذب.

وقال السفير السعودي الأمير سعود الفيصل، إنَّ المملكة تؤيد بشدةٍ “القيادة الفلسطينية في ظل الرئيس عباس”، وإنها “لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي للفلسطيني”.

قلق حلفاء أمريكا 
في الوقت نفسه، ذكرت الصحيفة أن هذه الأنباء تستدعي قلقا حتى لدى أقرب حلفاء البيت الأبيض، ونقلت عن مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب عدم الكشف عن اسمه قوله إن السلطات الفرنسية تعتبر الاقتراحات السعودية غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين.

وقال إنَّ فرنسا نصحت الأميركيين بأن يتابعوا المفاوضات إذا ما أرادوا بدءها، على أن ينتبهوا إلى أن للفرنسيين ولغيرهم مصالح واهتمامات في المنطقة، مشددا على أن اقتراحات كهذه ينبغي بحثها.

وجاء في التقرير أن الكثيرين في واشنطن والشرق الأوسط يتساءلون بشأن ما إذا كان الأمير سلمان، إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، طرح هذه الخطة المثيرة للجدل تحت ضغوط الولايات المتحدة أو في محاولة للتقارب أكثر معها، أو أن هذه الخطوة تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *