الرئيسية / المقالات / شرين عرفة تكتب : من هي مصر؟ وماذا يقصد بالمصريين؟..رحلة في عقل «السيسي»
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-06-03 21:35:45Z | | ÿ7<KÿCHWÿCGYÿT.Ö;:

شرين عرفة تكتب : من هي مصر؟ وماذا يقصد بالمصريين؟..رحلة في عقل «السيسي»

“أنتم يا مصريين” ..جملة اشتهر بها السيسي منذ أن رأى الناس سحنته ،وعلى قدر عفوية الجملة كعادة مجمل كلام السيسي و الذي يبدو انه يتلفظ به دون أن يعبر من جزء التفكير لديه ..(لمشاكل ربما  في هذا الجزء)، على قدر الغرابة الشديدة للجملة ، فالسيسي من المفترض أنه مصري ويعيش على أرض مصر ويحكم المصريين ، فلم هو بحاجة أن يذكرهم دائما بمصريتهم ، بل ويناديهم بها، لم يعتد الشعب على مخاطبته بتلك الجملة من أي حاكم مصري على مر التاريخ ، فإما أن يخاطبهم بالقول أيها الإخوة ..أيها المواطنون ..أيها الشعب العظيم ..
لكن أن ينادي بها حاكم ويستفتح بها كل عباراته ..أمر لم يحدث من قبل


شخص واحد فقط يعي تلك الجملة جيدا، ويسمعها دائما ممن حوله ، ألا وهو المصري المغترب ، مع كل مناسبة يرغب فيها أصحاب الجنسيات الأخرى من معايرته أو توجيه لوم أو انتقاد له،

ولأن السيسي ولد في مصر ولم يتغرب عنها ، فنحن أمام احتمالين ، إما أن تكون نشأته في حارة اليهود جعلته يتوحد مع ابناء حارته وأصدقاء طفولته ، ليشعر بعدها بالغربة عن مصر والمصريين خاصة عقب طردهم وترحيلهم ، أو أن أحد والديه ليس مصريا (والدته مثلا كما تقول المواقع الأجنبية -cnn وغيرها) ، فكانت تداوم على مخاطبة أبيه ومن حولها بالقول “أنتم يا مصريين”

أيا كانت الأسباب ، ما فعله السيسي في البلاد، والذي وصفه كل الخبراء والمحللين وأخيرا جريدة الإيكونوميست بأنه حملة متعمدة لتخريب مصر تدفعنا دفعا للتشكيك في مصريته،

جميع الحكام الفسدة الذين مروا على مصر عبر التاريخ ، وحتى المحتلين والعملاء والمأجورين لم يمتد إفسادهم لتخريب أصول الدولة ، ولا بيع أراضيها ، جميعهم شوهوا الحاضر ،لكن لم يدمروا المستقبل


السيسي هو الوحيد الذي لم يكتف بتخريب البلاد بل بمحوها محوا..فباتت شبه دولة … كما وصفها هو بلسانه


مع كل خطبة للسيسي ، وبعد محاولات مضنية لفك طلاسمه وترجمة مفرداته ، وتجميع جمله، وإستيعاب هذيانه ، نجد خطابا مباشرا إلى الشعب المصري، يدعوهم فيه للتحمل والصبر على الجوع والعطش وحتى عدم النوم ، “نجوع اه ما نجوع ..منامش اه منامش”

أو توجيه تهديدات صريحة “انتم فاكرني هسيبها …أنتم متعرفونيش..اسألوا عليا في الجيش” ، أو توجيه اللوم والانتقاد : “أنتم حاجة صعبة أوي، أنتو ازاي كده…. إلخ “

فمن يقصد السيسي بكلامه هذا ، خاصة وأن هناك فئات معينة يحرص دوما على الحديث معها بخطاب منفصل ويفرد لها وصفا خاصا مثل الجيش ، والشرطة والقضاء – بل ويجتمع معهم ومع قياداتهم ويحضر بشكل دوري أعيادهم ومناسباتهم-
 
وفضلا عن هذا ، يسعى بشكل ملفت لاسترضاءهم،من خلال زيادات مستمرة ومحمومة للرواتب واستثناءات وإعفاءات من الضرائب ، ومزايا لا يحصل عليها غيرهم ، ” الأعلى في الأجور ، أماكن خاصة للسكن والترفيه والتعليم وكذلك العلاج “شقق فاخرة ، نوادي خاصة ومستشفيات محددة”

فلا يمكن أن يفهم ، أنه يقصد هؤلاء بالكلام ،

فالمخاطبين إذن بقوله أنتم يا مصريين ..والمطالبين بتحمل شظف العيش من أجل أن تحيا مصر -على حد قوله- ،هم الشعب .. هم أنا وأنت والطبيب والمدرس والمهندس والعامل وست البيت” جميع فئات الشعب المصري فيما عدا الثلاث السابقين، 

وطالما أن مصر في نظر السيسي ليست شعبها،  كما أنها أيضا ليست الأرض التي باعها ، ولا النيل الذي فرط فيه ، ولا الماضي الذي دمره ولا الحاضر الذي شوهه، ولا حتى الهوية التي يحاربها -الدين الإسلامي- ولا الانتماء والجنسية -والتي عرضها أيضا للبيع- ،  كما أنها بالطبع لن تكون المباني ولا الأحجار ولا الأشجار ولا الطرقات ، فما دخل هؤلاء بجوعنا أو عطشنا؟!

إذن مصر في نظر السيسي هم هؤلاء ،هي تلك الفئات التي ينتمي لأحدها : الجيش والشرطة والقضاء، 

مصر بالنسبة له هي نفسه وحاشيته والفئات المعاونة له ، هي السلطة والحكم “اللي هيقرب من مصر هشيله من على وش الأرض” هكذا قال في واحدة من خطبه

السيسي يطالبنا جميعا أن نضحي بأنفسنا ،بل بابنائنا وأحفادنا.. من أجل أن يعيش هو وأفراد حكمه ،”مفيش مشكلة أن جيلين تلاتة يتظلموا علشان بقية الأجيال تعيش”…هكذا قال

فلا معنى إذن لعبارته تحيا مصر …فمع السيسي لا توجد دولة ولا توجد حياة ، 

وهذا ما تنبه له مؤخرا إعلامه وأفراد سلطته …فتحولت الشعارات لديهم من الكلام على مصر إلى الدعوة لبقاء السيسي في الحكم 8 سنوات (كبادرة أولى) وبدون انتخابات.

ولسان حالهم يقول : فليبق السيسي.. لنبق معه .. ولتذهب مصر بشعبها إلى الجحيم

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *