الرئيسية / المقالات / من أباح الشذوذ فى بلادنا؟! بقلم: عامر شماخ

من أباح الشذوذ فى بلادنا؟! بقلم: عامر شماخ

ضاع البلد بعد انقلاب يوليو المقيت، وضاع معه الشباب، وعم الغلاء والبلاء، وعدنا إلى الوراء عشرات السنين، لكننا لم نكن نتوقع أن يُرفع علم الشواذ على أرض المحروسة، وأن يُجهر بتلك الفاحشة فى وسائل الإعلام، وأن يتجرأ هؤلاء النتنى على قيمنا وشريعتنا، محتمين بالعسكر، حتى قال أحدهم على إحدى القنوات الشهيرة: هذه ثمار الحرية التى تمتعنا بها بعد (ثورة 30 يونيو العظيمة)..

وتلك الحادثة وما دار حولها تلخص الصراع الدائر منذ عام 2013، ومحاولات العملاء استئصال الدين من نفوس الناس، والشباب بوجه أخص، ونشر الفاحشة، ونزع الحياء، وتجريد الأجيال الجديدة من الأخلاق؛ بالسماح لمثل هؤلاء الأنجاس المدعومين من الصهيونية وقوى الكفر بإقامة فعالياتهم، والدعاية لها، وكذلك الاحتفاء بأهل الفجور من (الفنانات)، وتدشين المهرجانات لعرض أجسادهن وقذارتهن على العامة، وتسخير وسائل الإعلام التابعة للجهات السيادية للبث المباشر وغير المباشر لهذه المهرجانات، وتقديم أخبارها وتقاريرها على سواها من قضايا البلد ومشكلات الناس، وأيضًا تنظيم الاحتفالات الغنائية للمنحرفين، ورعايتها، وحشد الحضور، وإطلاق العنان لهم لاقتراف الزنى جهارًا نهارًا؛ بدعوى حرية الشباب، وتلبية رغباته..
وشاهدنا هذا العام كيف أن التنظيم العسكرى السرى قد اقتحم الجامعات، وأقام الاحتفالات الخليعة يوم افتتاحها هذا الشهر، والقاسم المشترك بينها هو مشاهد الميوعة، والانفلات، وتهيئة الأجواء أمام الطاقات الشبابية لاقتحام المحظور، وارتكاب ما يغضب الله من معاص وفواحش.

إن هؤلاء الانقلابين يراهنون على تحويل البلد إلى مستنقع للرذيلة، والفساد، والطائفية، والفقر، والجهل، والمرض، ونراهم جادين فى ذلك كله، لا ينكر هذا إلا ذو مصلحة أو فاقد للمروءة والعقل، وقد يسأل سائل: وماذا يفعلون مع هؤلاء الشباب؟ أقول ببساطة: يفعلون معهم عشر معشار ما فعلوه مع الشباب الطاهر الذين لم يكن لهم ذنب إلا أن يقولوا ربنا الله، وقد سجنوهم وعذبوهم، وقتلوهم رميًا بالرصاص، من دون تحقيق أو دليل، والآخرون -أى الشواذ- هم الأولى بالعقاب، لا نقول اقتلوهم بلا جريرة، بل حققوا معهم، واعرفوا من وراء تنظيمهم السرى، ثم عاقبوا من تثبت عليهم التهمة. أليست عندكم المقدرة -كما تفاخرون- بمعرفة دبيب النمل فى البلد، وأنكم (تأتون بالإرهابيين من تحت الأرض)، ابذلوا عشر ما تبذلونه مع هؤلاء لملاحقة أولئك؛ أم أنكم أنتم الذين نظمتم الحفل، وأنتم الذين قدمتم زعماء هؤلاء النتنى للإعلام، وأنتم الذين توليتم كبر هذا الأمر حتى علم خبره كل بيوت وأسر مصر المحروسة؟

ليفعل العسكر ما يشاءون، وليشجعوا كل عاهرة وعاهر، وليحاربوا دين الله ما استطاعوا، فلن يضر هذا دين الله شيئًا، كما قال تعالى فى كتابه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف: 8]؛ ذلك أن نصوص الكتاب العظيم وسنة النبى الكريم لازالت هى السياج الواقى لمجتمعنا من مثل هذه المكائد والشرور، بل لا نبالغ إذا قلنا إنها تأتى بنتائج عكسية ويستفيد منها الإسلام والمسلمون، وكلما اصطدمت أفعالكم بنص من النصوص ازداد الناس تعلقًا بدينهم..

وإذا كان الشباب يجهل -بتغريركم وفساد إعلامكم- أمر الشذوذ؛ فإنا نذكره بأن ذلك فاحشة ومقت، أهلك الله بسببه قوم نبيه لوط -عليه السلام-؛ حيث قتلهم شر قتلة؛ لأنهم أول من استن هذا العمل الآثم، الذى قال العلماء إنه أشد الأمور فسادًا؛ لقطعه النسل وإلغائه وظيفة الإنسان فى إعمار الأرض وعبادة الله، فقال الله فى هؤلاء الهالكين: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ، فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ، ِإنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ، وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ) [الحجر: 72-76]، وقال النبى -صلى الله عليه وسلم-: “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط؛ فاقتلوا الفاعل والمفعول به”، وقال: “لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط -ثلاثًا”، وقال: “من مات من أمتى يعمل عمل قوم لوط، نقله الله تعالى حتى يحشر معهم”.

وقد أجمع الصحابة على قتل هؤلاء، لكن اختلفوا فى طريقة القتل، فقال علىٌ: يحرق بالنار، وقد أخذ أبو بكر بهذا الرأى وحرق من ارتكب هذه الكبيرة، ومنهم من قال يرمى من شاهق ويتبع بالحجارة، وهذا قول ابن عباس. والفقهاء المحدثون على رأيين؛ الأول: يقتل على أى حال، والثانى: يعاقب كالزانى، ولم يقل أحدٌ منهم بأقل من ذلك.

 

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *